“نحن شعب قوس قزح ملون”تنهي أعمال جداريتها الفنية

اللاذقية-سانا

ألوان تضج بالصخب والحياة ورسوم تحمل معاني ودلالات وطنية وتاريخية مرتبطة بسورية ومدينة اللاذقية على وجه الخصوص إضافة إلى الاهتمام بأدق التفاصيل الفنية كانت أبرز ميزات الجدارية التي نفذتها مبادرة “نحن شعب قوس قزح ملون” التي وضعت اللمسات الأخيرة الخاصة بالجدارية منذ فترة وجيزة لتصبح معلما من معالم شارع بغداد في مدينة اللاذقية مقابل مدرسة ماهر درويش أحمد.

ويقول “نور الدين تفتافة” مؤسس المبادرة عن فكرة المبادرة وبداياتها التي انطلقت “بهاشتاغ” على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” الذي يحمل عبارات محبة وسلام لسورية فوصل بسرعة كبيرة لشريحة واسعة من الشباب تحول بعدها إلى مبادرة تربط أفكار السلام بتاريخنا وتراثنا فكانت البداية بورشات عمل تعرف جهات أهلية ومحلية بأجزاء هامة من حضارتنا وارتباطها بالسلام الذي نسعى لنشره وعودته إلى جميع ربوع الوطن.

ويتابع تفتافة.. “بعد الانطلاق بورشات العمل الخاصة بالمبادرة جاءت فكرة الرسم على جدار وسط مدينة اللاذقية ضمن نشاط ينفذ مع الفوج التاسع البحري التابع للكشاف حيث تضمنت الجدارية عدة رسوم مرتبطة بالمبادرة بدأت مع الاحجية المكونة من 14 قطعة ذات ألوان مختلفة ومتناسقة ومتكاملة بالشكل مع بعضها البعض بحيث تجسد المحافظات السورية جميعها من دمشق عاصمة الياسمين إلى لاذقية العرب وحلب الشهباء مرورا بباقى المحافظات لتضاف إليها قطعتان ترمزان إلى لواء اسكندرون السليب والجولان المحتل في دلالة على حتمية استرجاع هذه الأراضي التي تشكل معا حضارتنا السورية التي يفوق عمرها أربعة آلاف عام.

الياطر والدلافين اللذان يمثلان شعار محافظة اللاذقية كانا حاضرين ضمن الجدارية فرسما مذيلين بعبارة لاذقية العرب كونه أحد المسميات التي عرفت بها المحافظة لتمييزها عن ثمانى مدن أخرى تحمل الاسم ذاته دون نسيان تجسيد اللوح الأوغاريتي الذى كتبت عليه عبارة “نحن شعب قوس قزح ملون” بالأبجدية الأوغاريتية في إشارة إلى ارتباط هذه الأبجدية بروح المحافظة التي قدمت أقدم العلوم وأكثرها شمولا إلى جميع أنحاء العالم.

كما ضمت رسوم الجدارية قطعا نقدية فينيقية حفر عليها قارب فينيقى كدلالة على ازدهار التجارة البحرية و انتصارات الفينيقيين في المعارك البحرية التي خاضوها في تلك الفترة حيث أشار تفتافة إلى التعاون والحماس الكبير الذي لمسه من أعضاء الفوج التاسع البحري الذى ترك شعاره ضمن رسوم الجدارية إلى جانب شعار مكتب المرشدات بمفوضية اللاذقية لكشاف سورية الذين شاركوا أيضا في التنفيذ دون نسيان حضور متخصصين بالفنون الجميلة والفنان نوار مورلي لإضافة لمساتهم الخاصة على تفاصيل الجدارية التي تعتبر نتاج عمل تشاركي ضم مجهود الجميع.

ويضيف تفتافة.. أتحنا المجال أيضا للمارة الذين اهتموا بالعمل والتعرف على تفاصيل الجدارية ليشاركوا معنا بوضع بصمات أيديهم ضمن ركن مخصص لذلك وكانت فرحتهم كبيرة بتلك اللفتة الرمزية التي عنت لنا الكثير ولاسيما أن عددا كبيرا من طلاب مدارس التعليم الأساسي الحلقة الثانية كانوا يسألوننا بشكل دائم عن معاني الرسوم التي ضمتها الجدارية ولاسيما الحروف الأوغاريتية التي استطاعوا ترجمتها عبر الاستعانة بكتبهم المدرسية ما يدل على اهتمامهم ورغبتهم الصادقة بالاطلاع والمعرفة والتفاعل مع كل ما هو جديد في مدينتهم.

وختم مؤسس المبادرة بأن كل تفصيل تم اختياره ليكون ضمن الجدارية كان مدروسا وموجها ولم يأت عن عبث فهي في نهاية الأمر هدية رمزية من المبادرة إلى أبناء هذه المحافظة التي عرفت منذ القدم كمنارة للسلام والحضارة والمعرفة.

ياسمين كروم