S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
واشنطن-سانا
كشف عدد من علماء الفضاء عن صورة جديدة لثقب أسود، تمتاز بأنها الأولى التي تظهر الأحداث العنيفة التي تجري حول واحدة من هذه الظواهر الكونية، وتبين الانبثاق الهائل لجسيمات عالية الطاقة إلى الفضاء.
وذكرت وكالة رويترز أن فريق العلماء المشترك من الأكاديمية الصينية للعلوم في شنغهاي ومعهد ماكس بلانك لعلم الفلك الإشعاعي في ألمانيا ومرصد هايستاك التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا حصل على الصورة الجديدة، وهي من أوائل الصور الملتقطة للثقوب السوداء باستخدام 16 تلسكوبا في مواقع مختلفة على الأرض شكلت معا طبق رصد بحجم كوكب.
وتظهر الصورة أن الثقب الأسود فائق الكتلة، يقع في مركز مجرة قريبة نسبيا هي مسييه 87 أو” إم 87″ على بعد 54 مليون سنة ضوئية تقريبا من الأرض.
ويصعب رصد الثقوب السوداء بحكم طبيعتها، إذ إنها عبارة عن كيان يتمتع بقوة سحب هائلة، لا تستطيع أي مادة أو حتى ضوء الإفلات منها بمجرد الوقوع في جاذبيتها، وتوجد ثقوب سوداء فائقة الكتلة في مراكز معظم المجرات وبعضها لا يلتهم فقط أي مادة محيطة به، وإنما يطلق أيضا دفقات ضخمة وملتهبة من جسيمات عالية الطاقة بعيدا في الفضاء.
وتظهر الصورة الجديدة كيف تتصل قاعدة هذه التدفقات بالمادة التي تدور حول الثقب الأسود في شكل يشبه الحلقة.
وقال عالم الفيزياء الفلكية رو سين لو من الأكاديمية الصينية للعلوم الباحث الرئيسي في الدراسة المنشورة: إن الصورة توضح لأول مرة الاتصال بين تدفق المواد المسحوبة إلى الداخل بالقرب من الثقب الأسود فائق الكتلة ومصدر الانبثاق.
بدوره قال عالم الفيزياء الفلكية المشارك في الدراسة توماس كريتشباوم من معهد ماكس بلانك الألماني: “إن الصورة تساعد في فهم أفضل للفيزياء المعقدة فيما يتعلق بالثقوب السوداء، وكيفية إطلاق التدفقات وتسارعها، وكيفية ارتباط المادة المتدفقة إلى الثقب الأسود بتلك المنبثقة منه”.
من جهته قال عالم الفيزياء الفلكية المشارك في الدراسة كازونوري أكياما من مرصد هايستاك التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: “إن هذا ما كان علماء الفلك والفيزياء الفلكية ينتظرون رؤيته لأكثر من نصف قرن فهو فجر عصر جديد مثير”.
والعلماء الثلاثة أعضاء في مشروع “إيفنت هورايزون تليسكوب”، وهو تعاون دولي بدأ في عام 2012 بهدف مراقبة البيئة المحيطة مباشرة بالثقوب السوداء.
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency
