طرطوس-سانا
شكل يوم الجلاء الميمون في السابع عشر من نيسان عام 1946 قاعدة صلبة في نضال السوريين ضد المستعمرين فكان طرد آخر جندي فرنسي محتل عن أرض سورية شعلة لم تنطفئ، وازدادت توهجاً مع كل محاولة للنيل من عزة واستقلال البلاد.
الرصاصات الأولى التي وجهها المجاهدون الأبطال في الساحل السوري بقيادة المجاهد الشيخ صالح العلي أنارت ساحات النضال في أنحاء البلاد، واليوم وبعد 77 عاماً على جلاء المحتل الفرنسي عن أرض الوطن، لا تزال نفحات الطيب تعطر ذكرى البطولات والملاحم التي سطرها المجاهدون ضد المحتلين.
جمال الوصف ودقة التأريخ لسيرة حياة المجاهد صالح العلي والتي يرويها الشاعر صالح سلمان أحد أحفاده تنسج من ناصية الحقائق والوقائع يراعا ينطق بالمجد، ويقول: “إن الشيخ المجاهد زرع قيما وطنية لا يمحوها الزمن، فهو حاضر بمواقفه وقصصه التي كان يرويها له جده ووالده وما زال الناس يتداولونها إلى يومنا هذا”.
ويلفت سلمان إلى أن “المقاومة التي أسسها الشيخ المجاهد ورفاقه غرست في أهل المنطقة والساحل خاصة والسوريين عموما بذور التضحية والفداء في سبيل الوطن”، مشيراً إلى أن الشيخ صالح العلي “كان يؤرخ للمعارك التي يخوضها بقصائد شعرية”.
الباحث في التراث والتاريخ إسماعيل إسماعيل يبين أن الشيخ صالح العلي “أول من أدرك خطر الوجود الفرنسي وأهمية الوحدة السورية وأطلق الرصاصة الأولى ضد المستعمر الفرنسي عام 1918 وكانت ثورته وطنية ممتدة إلى حماة واللاذقية وطرطوس وغيرها”.
ويضيف إسماعيل: “أصدرت فرنسا حكم الإعدام بحقه ثم عرضت عليه إقامة دولة في الساحل مقابل إيقاف الثورة فرفض وتابع ورفاقه ثورتهم بقوة أكبر، عندما قصفت فرنسا البرلمان السوري، وخاض معارك عديدة مع الاحتلال منها معركة وادي ورور ومعركة وادي أبو قبيس ومعركة وادي فتوح ومعركة قلعة المرقب وغيرها”.
وتخليداً لذكرى المجاهد الشيخ صالح العلي وبطولاته تم تحويل منزله إلى متحف يحمل اسمه، ويوضح مدير المتحف تمام مرهج أن “المتحف يحتضن في قاعاته تاريخاً طويلاً من النضال السوري وهو يعني الكثير لأبناء منطقة الشيخ بدر والساحل السوري كون هذا الثائر الوطني من الرموز العالمية التي ناضلت لتحرير بلادها من الاستعمار”.
وحول المتحف يقول مرهج: إن “المكان يشكل ذاكرة تراثية معمارية يؤمه الزوار من مختلف المناطق للاطلاع على ما يحتويه من وثائق وصور واستذكار بطولات الشيخ المجاهد والتعريف بملاحمه، كما أن كل زائر للمتحف هو زائر لضريح المجاهد العلي لكونهما يقعان بجانب بعضهما، والساحات الواسعة التي تحيط بالمتحف هي مقر إقامة المهرجان السنوي”.
ويتابع مرهج: “المتحف يعرض كل ما يخص المجاهد ورجال الثورة ضد الاحتلال الفرنسي، ويتألف من ثماني قاعات تحوي وثائق وصورا تدل على نسب الشيخ المجاهد ومعداته وأغراض قديمة تعود للفترة التاريخية التي عاصرها”.
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency