في رحاب الجلاء.. الأحفاد على خطى الآباء والأجداد

القنيطرة-سانا

يحيي السوريون اليوم ذكرى الجلاء العظيم التي جاءت تتويجاً لتضحيات وبطولات الآباء والأجداد بعد أن سطروا أروع صفحات المجد باذلين دماءهم رخيصة في سبيل الدفاع عن الوطن.

انطوت 77 عاماً على رحيل المحتل الفرنسي وبقيت الذكريات مشعة تضيء على قصص الصمود والنضال والتضحيات ضد مستعمر أراد أن يأسر البلاد بالحديد والنار.. ذكريات يتحدث عن بعض تفاصيلها لمراسل سانا الشيخ أحمد سليمان مريود من وجهاء شيوخ القنيطرة والجولان وعم المجاهد أحمد مريود أحد أبرز رجالات الثورة على المحتل الفرنسي.. فتنهض ذاكرته بأحداث يرويها كأنها حدثت بالأمس القريب أبطالها الثوار في منطقة القنيطرة والجولان، الذين وضعوا دماءهم على أكفهم ووقفوا في وجه الاستعمار الفرنسي مستمدين العزم من تراثهم وأصالة انتمائهم.

يقول الشيخ مريود:” نستذكر اليوم المجاهدين الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجل الذود عن الأرض والعرض والكرامة الوطنية.. وكم حري بنا نحن أبناء هذا الجيل أن نستذكر هؤلاء فهم مدرسة وقدوة نستنبط من تجاربهم العبر ونستمد من سيرتهم العزم على إكمال المسيرة، فقد تبدل وجه المستعمر ولكن المضمون واحد .. أدركوا بحسهم الوطني المرهف أن المستعمر لن يخرج عن طيب خاطر، وإنما عليهم أن يخرجوه من أرضنا بقوة السلاح”.

ويسرد الشيخ مريود العديد من قصص الثوار التي كان يرويها له والده والشيخ محمود حسون من قرية حضر “عندما قام الفرنسيون باستدعاء مجموعة من وجهاء المنطقة، وطلبوا منهم أن يستنكروا ببيان مكتوب ثورة جبل العرب، وأن يتعهدوا بالامتناع عن أي عمل ضد الجيش الفرنسي إلا أنهم رفضوا، فزج الفرنسيون بهم في السجن.. وبعد فترة وجيزة أخلي سبيلهم على دفعات تحت ضغط الأهالي .. وأبقوا على الشيخ كنج أبو صالح الذي نقلوه إلى سجن تدمر، وبدؤوا بالضغط عليه لأن يطلب من أخيه المجاهد أسعد كنج أبو صالح قائد الثورة في المنطقة التوقف عن قتال الفرنسيين لكن دون جدوى، فنقل إلى جزيرة أرواد وبقي هناك سجينا في قلعتها”.

وفي تفاصيل الكفاح ضد الاستعمار الفرنسي يشير الشيخ مريود إلى أنه “بعد اندلاع الثورة في إقليم البلان الذي يمتد من قطنا شرقاً حتى بانياس الجولان غرباً نفذت مجموعة من الثوار بقيادة المجاهد أسعد كنج أبو صالح عدداً من العمليات الهجومية، واصطدموا مع الفرنسيين مرات عديدة، وقاموا بنسف بعض الجسور والعبارات لقطع الطرق التي تمر عليها آليات جيش الاحتلال الفرنسي، كذلك قطعوا خطوط الاتصالات للتشويش على الفرنسيين وإرباكهم”.

ويتابع الشيخ مريود: “حاول الفرنسيون اجتثاث الثورة في إقليم البلان عن طريق احتلال مجدل شمس وجباثا الخشب عبر حملتين عسكريتين في شهر آذار عام 1926 .. ومع انطلاق المحتلين بدأ الثوار بالتصدي لقوات الاحتلال في مواقع مختلفة مثل خان أرنبة وجباثا الخشب والغجر ووادي العسل، وكبدوا الفرنسيين خسائر فادحة بالأرواح والعتاد”.

وحسب الشيخ مريود فقد قسم الثوار أنفسهم إلى مجموعات الأولى بقيادة المجاهد أسعد كنج أبو صالح رابطت في مجدل شمس، والثانية بقيادة المجاهد الأمير عادل أرسلان رابطت في قرية حضر ..، أما المجاهد أحمد مريود فقد رابط في جباثا الخشب التي حاول المستعمر الفرنسي دخولها في الـ 30 من أيار عام 1926، وقد استبسل الثوار في البلدة في الدفاع عنها إلا أن تفوق الفرنسيون بالعدد والعتاد، ما أدى إلى استشهاد المجاهد أحمد مريود مع عدد من رفاقه.

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

بمناسبة ذكرى الجلاء.. محاضرة ثقافية في جرمانا

ريف دمشق-سانا بمناسبة ذكرى عيد الجلاء أقام فرع ريف دمشق لاتحاد الكتاب العرب والمحطة الثقافية …