الشريط الإخباري

الدور العربي والموقف السوري.. بقلم: أحمد ضوا

يسهم الاجتماع التشاوري لوزراء خارجية دول الخليج ومصر والأردن والعراق في مدينة جدة والبيان الصادر عنه في تعزيز الأجواء الإيجابية في المنطقة بعد مجموعة من الخطوات السياسية التي أعادت خطوط وقنوات التواصل فيما بين دولها لإيجاد حلول للأزمات التي خلفها العقد الماضي، جراء التدخلات الخارجية في شؤون المنطقة ومحاولة فرض إرادتها السياسية والأمنية على شعوبها.

إن اتفاق وزراء الخارجية العرب في الاجتماع التشاوري على أن الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة السورية وتأكيدهم على أهمية أن يكون هناك دور قيادي عربي في الجهود الرامية لإنهاء هذه الأزمة يحمل بعداً عربياً لطالما دعت إليه القيادة السورية منذ بداية الحرب الإرهابية على الشعب السوري، حيث استقبلت بعثة المراقبين العرب المشكلة من الجامعة العربية في نهاية عام 2011 والذي رفض مجلس الأمن الأخذ بتقريرها في ذلك الوقت لتأكيده التزام الحكومة السورية بتطبيق خطة الجامعة العربية، وتم تدويل الوضع السوري.

وكذلك الأمر ينسجم ما دعا إليه هذا الاجتماع التشاوري حول الحل السياسي للأزمة في سورية مع ما سبق أن دعت إليه وعملت من أجله الحكومة السورية منذ عام 2011 من أجل حقن دماء السوريين.

وقدم الرئيس بشار الأسد خطة سياسية متكاملة في خطابه بتاريخ 7-1-2013 لإيجاد حل سياسي للأزمة، ولكن رعاة الإرهاب الغربيين حالوا في ذلك الوقت دون تنفيذ هذه الخطة عبر زيادة دعمهم للتنظيمات الإرهابية وتصعيد العدوان السياسي والاقتصادي على الشعب السوري في كل المنابر الدولية.

إن هذا الاجتماع التشاوري يحمل من جانب آخر بعداً عربياً إيجابياً يتجلى بالعودة العربية لتفعيل دور العرب في حل المشاكل فيما بينهم من جهة، وتعزيز التعاون العربي من جهة أخرى، ويتوافق ما ورد في البيان لجهة الدور القيادي العربي في الجهود الرامية لإنهاء الأزمة في سورية مع الرؤية السورية، على أن يشمل هذا الدور جميع القضايا العربية.

من الطبيعي أن يكون هناك اختلاف في وجهات النظر، وأن يكون هناك نقاش عميق، وأن تبادر الدول العربية بالعودة إلى دمشق، ولكن على أساس يحترم السيادة السورية وحق السوريين في تقرير مستقبلهم السياسي الذي قدموا التضحيات الكبيرة من أجله في مقاومتهم للعدوان الخارجي ودحرهم للتنظيمات الإرهابية الدولية التي يتم توظيفها من الدول الغربية لتحقيق مشاريع إقليمية ودولية على صلة باستمرار الهيمنة الأميركية الغربية على العالم.

إن التئام الشمل العربي وتجاوز الخلافات المفتعلة وطي الأوضاع التي حكمت المرحلة الماضية تصب في تعزيز الأمن القومي العربي عموماً، ومصالح الدول العربية منفردة، ومن غير المنطقي دعوة بعض الدول العربية المشاركة في الاجتماع إلى دور عربي في حل الأزمة في سورية، وفي الوقت نفسه وضع شروط أو الاعتراض على العودة العربية إلى سورية من جميع النواحي.

من الواضح أن الدور السعودي في هذا الاجتماع كان جوهرياً لجهة مواصلة التطورات الإيجابية في المنطقة والتركيز على التنسيق المشترك فيما يخص الخطوات القادمة، وجاء تأكيد الاجتماع على مركزية القضية الفلسطينية وأولويتها، وإدانة الممارسات والاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني والمقدسات العربية مؤشراً إلى التحول في الرؤية العربية للتعاون في المنطقة والذي حاولت “إسرائيل” خلال عشر السنوات الماضية تغيبه كلياً لمصلحة خيار آخر يلغي مركزية القضية الفلسطينية.

من المتوقع، أن تشهد الأسابيع القليلة القادمة تطورات سياسية عربية تصب في خدمة المصالح العربية على الرغم من محاولات الولايات المتحدة حسب الصحف الأميركية التأثير السلبي في هذا المسار.

انظر ايضاً

بغداد–دمشق المطلوب اقتران الإرادة بالعمل… بقلم: أحمد ضوا

حظيت مباحثات السيد الرئيس بشار الأسد مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني