حمص-سانا
قدم الباحث التاريخي “ملاتيوس جبرائيل جغنون” في محاضرة له بعنوان “النار الإغريقية هل كانت إغريقية فعلاً أم كانت سورية” التي استضافها المركز الثقافي العربي في حمص أمس وثائق تاريخية تثبت أن النار الاغريقية الشهيرة والتي كانت افتك سلاح يستخدم في المعارك البرية والبحرية في السابع للميلاد كانت من اختراع المهندس السوري “كالينيكوس” الذي كان نابغة في مجال الكيمياء وعمل في مجال العمارة والهندسة.
وأوضح “جغنون” في محاضرته التي تأتي في اطار البرنامج الأسبوعي لجمعية العاديات التاريخية الاثرية بالتعاون مع مديرية الثقافة و نقابة المهندسين بحمص أن النار الاغريقية هي سلاح حربي أشبه ما يكون بباثقات اللهب استخدمته بيزنطة في المعارك البرية أثناء الحصارات وفي المعارك البحرية.
واستعرض المحاضر عبر الصور وفيلم قصير استخدامات النار الاغريقية لافتاً إلى أن الامبراطوية البيزنطية كانت أقامت سباقاً في تصميم وصنع تجهيزات فورية للسفينة النارية.
وأوضح “جغنون” أن العلماء بذلوا جهوداً كبيرة لاكتشاف أسرار هذا السلاح الفتاك الذي كان اعجوبة الزمان الغابر حيث بادر حديثاً طاقم انكليزي يترأسه البروفيسور جون هولدن “المؤرخ المتخصص في الحروب البيزنطية” إلى مشروع يهدف إلى اكتشاف غوامض هذا السلاح لإعادة تصنيعه وتجريبه وكان هذا العالم أول من يخرج بتصميم لقاذف اللهب أو “النار الاغريقية” شارحاً المواد التي صنعت منها هذه النار وآلية استخدامها.
ولفت “جغنون” إلى أن النار الاغريقية بقيت سلاحاً سريا للغاية شديد الكتمان بأمر الامبراطور البيزنطي كي لا يتم استخدامه من جهة معادية ضد الامبراطورية ومنح هذا السلاح الفتاك تفوقاً عسكريا واضحا لها كما كان له أثر واضح في الحرب النفسية بالنظر لجدته وتأثيره المدمر غير المسبوق فكان من الصعب جداً إطفاء النار أو السيطرة عليها ما يثير الرعب في نفوسهم ويخفض من حسن أدائهم.
وقدم المحاضر وثيقة تاريخية تصويرية نادرة تمثل النار الاغريقية وهي مخطوط مصور باليونانية يرجع إلى القرن الثالث عشر محفوظ اليوم في المكتبة الوطنية في مدريد ويحتوي على تصوير ملون يمثل زورقاً حربيا شراعيا مطقوما مع طاقمه يباغت زورقا معاديا بفتح النار الإغريقية عليه من فوهة باثقة للهب.
حنان سويد