إرهاب المستوطنين يتصاعد والفلسطينيون يواصلون صمودهم ودفاعهم عن أرضهم ووجودهم

 القدس المحتلةسانا

يصعد المستوطنون الإسرائيليون من إرهابهم بحق الفلسطينيين وممتلكاتهم، وسط تجاهل المجتمع الدولي لمطالبات فلسطين المستمرة بضرورة وقفهم ووضع عصاباتهم على قوائم الإرهاب، ما يشجعهم على الاستمرار في جرائمهم من اقتحام القرى والبلدات وقتل الفلسطينيين وحرق منازلهم وممتلكاتهم، إلى تخريب محاصيلهم الزراعية والاستيلاء على أراضيهم والاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية.

وفي تصريح لمراسل سانا أوضح رئيس بلدية حوارة بمدينة نابلس شمال الضفة الغربية معين ضميدي أن المستوطنين بحماية قوات الاحتلال، ومنذ مطلع العام الجاري ينفذون يومياً اعتداءات على مدن وبلدات الضفة الغربية، وخاصة على نابلس وبلداتها، حيث شنوا على بلدة حوارة جنوب المدينة 292 هجوماً حرقوا خلالها عشرات المنازل والمحال التجارية التي تمتد على الشارع الرئيس في البلدة، والذي يربط شمال الضفة بجنوبها، ويشكل شريان الحياة الاقتصادية للفلسطينيين، ومركزاً تجارياً مهماً شمال الضفة الغربية، بهدف التضييق على أهلها وتهجيرهم.

وأشار ضميدي إلى أن وحشية اعتداءات المستوطنين فاقت كل تصور، فهم يمارسون سياسة الأرض المحروقة، ويدمرون كل ما هو فلسطيني في مشهد أعاد للأذهان ما ارتكبته العصابات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني، إبان النكبة الفلسطينية عام 1948، مشدداً على أن أهالي بلدة حوارة يواصلون صمودهم بمواجهة المستوطنين الذين يتسللون ليلاً ونهاراً إلى البلدة من خمس مستوطنات مقامة على أراضيها، بهدف التضييق على أهلها وتهجيرهم لتوسيع هذه المستوطنات.

من جانبه أكد منسق هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس أنه تم توثيق 976 اعتداء للمستوطنين على شمال الضفة الغربية منذ بداية العام الجاري، وهو رقم يفوق بأضعاف ما ارتكبوه خلال الفترة نفسها من السنوات الماضية، لافتاً إلى أن سبعة فلسطينيين استشهدوا في مدينة نابلس هذا العام برصاص المستوطنين المدججين بمختلف أنواع الأسلحة، ويمارسون سياسة القتل والحرق بحق الفلسطينيين وممتلكاتهم.

وبين دغلس أن اعتداءات المستوطنين تهدف إلى الاستيلاء على الأرض، لذلك يعتدون على الممتلكات، ويقطعون الأشجار، ويقيمون البؤر الاستيطانية ويهاجمون المزارعين الفلسطينيين، ويمنعونهم من الوصول لأراضيهم لتنفيذ عملية الضم التدريجي للضفة الغربية.

بدوره كشف رئيس دائرة التوثيق في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان أمير داوود أن الشهر الجاري وحده شهد 212 اعتداء للمستوطنين على القرى والبلدات الفلسطينية في الضفة الغربية، اقتلعوا خلالها أكثر من 500 شجرة زيتون، كما شهد الشهر الماضي 271 اعتداء للمستوطنين تم فيها اقتلاع وتدمير 562 شجرة مثمرة، وتجريف أكثر من 600 دونم في مختلف مناطق الضفة الغربية، إضافة إلى إقامة خمس بؤر استيطانية، مبيناً أن المستوطنين ينفذون جرائمهم بالتنسيق الكامل مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي، حيث توفر قواته لهم الحماية فيما يدعو مسؤولوه وفي مقدمتهم بتسلئيل سموتريتش وايتمار بن غفير إلى تصعيد هذه الاعتداءات ومحو الفلسطينيين عن الوجود.

الباحث الحقوقي عارف دراغمة أشار إلى أن الأغوار الفلسطينية التي تشكل ثلث مساحة الضفة الغربية تشهد اعتداءات مكثفة للمستوطنين تتنوع ما بين إقامة البؤر الاستيطانية، وتدمير المحاصيل الزراعية وسرقة مواشي الفلسطينيين وإطلاق النار على المزارعين أثناء عملهم في أرضهم، إضافة إلى ردم الآبار وتدمير خطوط المياه التي تغذي قرى وبلدات الأغوار.

وأكد دراغمة أن سياسة المستوطنين تقوم على تهجير الفلسطينيين من أرضهم وتوسيع عمليات الاستيطان، بهدف ضم أكبر مساحة ممكنة من الأغوار، مشدداً في الوقت ذاته على أن كل تلك المحاولات لن تنجح في اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه التي سيواصل التشبث بها والدفاع عنها حتى إسقاط مخططات الاحتلال الاستعمارية ودحره عن كل ذرة من تراب فلسطين.

محمد أبو شباب

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

في رسالة إلى الأمم المتحدة… سورية تجدد تأكيد موقفها الثابت الداعم للشعب الفلسطيني

نيويورك-سانا جددت سورية التأكيد على موقفها الثابت الداعم للشعب الفلسطيني وحقوقه في تقرير مصيره والعودة …