دمشق-سانا
بعد اختراعها أكذوبة (أسلحة الدمار الشامل) أطلقت الولايات المتحدة عام 2003 حرباً شعواء على العراق لم يتمثل هدفها الرئيسي بوضع اليد على الثروة العراقية النفطية الهائلة فحسب، بل تعدى الأمر ذلك إلى أسباب سياسية واقتصادية وحضارية أفضت مآلاتها إلى وقوع مئات آلاف الضحايا والمشردين، ودخول البلاد في دوامة من العنف والاضطرابات مع ظهور تنظيمات إرهابية كان للاحتلال الأمريكي الدور الرئيسي في تشكيلها.
أسرار التحضير للحرب الأمريكية على العراق تكشفت عبر السنوات، وتم تداولها في تقارير وسائل الإعلام، كما في أروقة السياسة الدولية.
- في شهر آب عام 2011
كشفت وثيقة سرية مسربة أن الولايات المتحدة اتفقت سراً مع بريطانيا على المضي قدماً في الحرب على العراق قبل الغزو بخمسة أشهر دون التقيد بالحصول على قرار أممي ثان، وذلك رغم اعتراف لندن الشكلي بقرار الأمم المتحدة حول ضرورة استصدار قرار آخر قبل الشروع بأي عمل عسكري.
- في شباط عام 2010
أكدت وثائق حكومية بريطانية مسربة وجود علاقة قوية بين شركات ومؤسسات نفطية وعملية غزو العراق، وقالت: إن خططاً لاستغلال الاحتياطي النفطي العراقي تمت مناقشتها بين مسؤولين حكوميين، وبين كبريات الشركات النفطية العالمية، وخاصة البريطانية بما فيها شركات شل وبي بي وبي جي قبل عام من تاريخ غزو العراق.
- في السابع من آذار عام 2003
الحكومة البريطانية تبلغ النائب العام آنذاك بيتر هنري غولدسميث بضرورة إعداد قرار بشأن مدى مشروعية شن الحرب على العراق دون الحاجة لقرار أممي جديد في محاولة لإضفاء الشرعية على الغزو، وتضليل الرأي العام البريطاني والدولي، وهو ما وافق عليه غولدسميث، حسبما كشفته وثائق بريطانية سرية نشرت في الـ 30 من نيسان عام 2010.
- في 20 آذار عام 2003
بدأت عملية الغزو الكارثية على العراق، وكان ذلك الشهر أكثر الفترات دموية إذ تقول هيئة إحصاء القتلى العراقيين: إن 3977 مواطناً عراقياً مدنياً قضوا خلاله، أما شهر نيسان الذي يليه فقد شهد سقوط 3437 مدنياً.
- 9 نيسان عام 2003
شكل نقطة مفصلية في عملية غزو العراق، حيث سيطرت القوات الأمريكية على بغداد، لتطلق بذلك دوامة من العنف والأحداث الدموية.
- شهر آب عام 2003
شهد تفجيرات انتحارية عدة، ففي السابع منه وقع هجوم بشاحنة ملغومة على السفارة الأردنية في بغداد أدى إلى مقتل 17 شخصاً، كما أدى تفجير شاحنة مفخخة في الـ 19 من الشهر ذاته إلى تدمير مقر الأمم المتحدة في بغداد في الـ 19 من آب، وإلى مقتل 22 شخصاً، بينهم المبعوث الأممي سيرجيو فييرا دي ميللو.
- كانون الثاني 2007
أعلن بوش عن خطته زيادة عدد القوات الأمريكية في العراق.
- تشرين الثاني 2004
استقال وزير الخارجية الأمريكي السابق كولن باول الذي نفذ أمام مجلس الأمن في الخامس من شباط عام 2003 مسرحية معدة مسبقا حول أكذوبة امتلاك العراق سلاح تدمير شامل، واعترف فيما بعد بأن معلوماته كانت مغلوطة وخاطئة.
- 11 تشرين الثاني 2010
أقر الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش في مذكراته بأنه أرسل قواته لغزو العراق استناداً إلى معلومات استخبارية خاطئة ليعترف رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير هو الآخر في 25 تشرين الأول عام 2015 بأن غزو واشنطن وبلاده للعراق تسبب في ظهور تنظيم (داعش) الإرهابي.
- صيف عام 2007
كشفت دراسة أعدها معهد الاستطلاعات البريطاني أن عدد قتلى الغزو الأمريكيين من العراقيين بلغ حتى ذلك التاريخ حوالي مليون شخص من أصل 26 مليوناً هم سكان العراق، فيما أشارت تقارير إحصائية أخرى إلى أن عدد الضحايا تجاوز مليوناً و200 ألف عراقي، إضافة إلى مئات آلاف المصابين، وتشريد الملايين جراء جرائم وأطماع الولايات المتحدة وحلفائها.
باسمة كنون