أولان-أودي-روسيا-سانا
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده تكافح من أجل بقائها ووجودها، لافتاً إلى أن الغرب فشل في زعزعة الاستقرار في روسيا، لأنها باتت أكثر سيادة واستقلالية في المجال الاقتصادي.
وقال بوتين خلال اجتماع اليوم حول مسائل تطوير مدن الشرق الأقصى الروسية في مدينة أولان-أودي عاصمة جمهورية بورياتيا الروسية: “إن كل ما جرى خلال السنوات الثماني الأخيرة لم يكن لتحسين موقعنا الجيوسياسي، بل كان كفاحاً من أجل وجود روسيا نفسها، وتلك هي مهمة البقاء التي نواجهها”.
ولفت بوتين إلى أن المصالح الجيوسياسية للغرب أهم بكثير بالنسبة لهم حتى من التناقضات الأيديولوجية مع الاتحاد السوفييتي، مؤكداً أن الغرب عول على زعزعة الاستقرار في روسيا عبر خلق أزمة اقتصادية فيها، وتوقع انخفاض إنتاجها المحلي لكنه فشل في تحقيق ذلك.
وبين بوتين أن الغرب حاول بعد انهيار الاتحاد السوفييتي المساس بأمن روسيا عبر دعم الإرهابيين الدوليين، في الوقت الذي حاولت فيه موسكو على مدى عقود حل مشكلة دونباس سلمياً وتحسين العلاقات مع أوكرانيا، معتمدة في ذلك على من يعتبرون أنفسهم جزءاً من العالم الروسي الكبير، إلا أن هؤلاء تمت محاربتهم ومن ثم إبادتهم بعد عام 2014.
وأشار بوتين إلى أن روسيا بلد متعدد الجنسيات لكنها في أوكرانيا “لا تزال تقاتل من أجل العالم الروسي، ولا يمكنها ترك هؤلاء الأشخاص هناك”، موضحاً أن كييف هي من بدأ باضطهاد الذين دافعوا عن تطوير العلاقات مع روسيا.
من جهة أخرى، نوه بوتين بصمود النظام المالي الروسي بفضل إجراءات المصرف المركزي، مبيناً أن الغرب توقع انهيار روسيا بعد فرض العقوبات عليها، ومغادرة الشركات الغربية، لافتاً إلى أن الإجراءات التي اتخذتها بلاده في مجال تعزيز السيادة الاقتصادية في البلاد من خلال إحلال الشركات الروسية بدلاً من الغربية، والارتفاع الكبير الذي تحقق في حجم الإنتاج والمبيع والاتجاهات الإيجابية المتعلقة برفع رواتب العمال تؤكد أن الأسس الأساسية الاقتصادية لروسيا أقوى بكثير مما كان يعتقد في السابق.
وفي سياق ذي صلة أعلن الرئيس بوتين أن تفجير أنابيب السيل الشمالي لتوريد الغاز الروسي إلى أوروبا، يصب في مصلحة الولايات المتحدة من الناحية النظرية.
وقال بوتين في مقابلة مع قناة روسيا 24 :”يجب أن نبحث عن المستفيد والمستفيد نظرياً هو الولايات المتحدة، ولديها مصلحة في وقف إمداد الطاقة الروسية إلى السوق الأوروبية وإرسال طاقة أمريكية بما في ذلك الغاز المسال حتى ولو كانت كلفته أغلى بكثير من الطاقة الروسية.”
ولفت بوتين إلى أن الغرب يمنع روسيا من المشاركة في التحقيق بتفجير أنابيب السيل الشمالي، موضحاً أنه من الصعب جداً أن تقوم روسيا بتحقيق خاص بانفجار أنابيب السيل الشمالي لأن الدول الغربية تمنعها من الوصول إلى مكان العمل الإرهابي
وأضاف الرئيس بوتين: إنه “ليس سراً أنه عمل إرهابي وهذا الأمر اعترف به الجميع ومن الواضح أنه عمل إرهابي مرتكب على مستوى دولة لأن الهواة ليس بإمكانهم القيام بعمليات من هذا القبيل.”
ووصف بوتين التقارير التي تحدثت عن قيام الأوكرانيين بهذا التفجير بأنها “هراء مطلق ولا يمكن تنفيذ مثل هذا التفجير بمثل هذه القوة وبهذا العمق إلا لخبراء مدعومين من قبل الدولة التي تمتلك التكنولوجيات المعينة.”
واعتبر الرئيس الروسي أن لأنابيب “السيل الشمالي” أهمية ومستقبل لو كان الأوربيون مهتمين بمصالحهم الوطنية ولكنهم يبدو أنهم ينفذون فقط ما يتم إملاؤه عليهم.
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency