عدوان إسرائيلي ممهور بختم أميركي بقلم: ناصر منذر

للمرة الثانية، يستهدف العدو الصهيوني مطار حلب الدولي، وسبق لهذا العدو الغاشم أن استهدف مطار دمشق الدولي أكثر من مرة، ومرفأ اللاذقية التجاري مرتين، وجريمة استهداف المطار في هذا التوقيت الذي يستقبل فيه مساعدات الإغاثة لمتضرري الزلزال المدمر، تشير إلى أن العدو الصهيوني انتقل باعتداءاته السافرة على الأراضي السورية إلى مرحلة أخرى من ممارسة الإرهاب الدولي المنظم، فمثل هذه الاعتداءات تهدف لتشديد مفاعيل الحصار الغربي الظالم على الشعب السوري.

إصرار حكومة نتنياهو على مواصلة استهداف البنية التحتية للمنشآت المدنية والمرافق الخدمية، يعكس الطبيعة الإجرامية المتجذرة لدى حكام العدو الصهيوني، فاستهداف مطار حلب الدولي هو انتهاك سافر لكل القوانين الدولية التي تجرم استهداف المطارات المدنية وحقوق الطيران، ولا سيما أن لهذه الاعتداءات أبعادا خطيرة تتمثل بتهديد حياة المدنيين من المغادرين والقادمين إلى المطار، وبالتالي تعليق الرحلات الجوية عبر هذا المطار، من وإلى سورية، وهذا يتصل بالحرب الاقتصادية وسياسة الإرهاب الاقتصادي، الذي تمارسه واشنطن وشركاؤها في الحرب الإرهابية على الشعب السوري.

العدوان الإسرائيلي الجديد يأتي في ظل الاستفزازات الأميركية المتصاعدة تجاه سورية، والضغوط الكبيرة التي تمارسها بحق دول عديدة لمنعها من إعادة تطبيع علاقاتها مع دمشق، وكل ذلك لحرف الأنظار عن المطالبات الدولية الواسعة بضرورة رفع الحصار الجائر عن سورية لتتمكن من مواجهة تداعيات كارثة الزلزال، وهو يتزامن أيضاً مع الاعتداءات الجبانة التي يرتكبها إرهابيو داعش بحق المدنيين بأوامر مباشرة من رعاتهم الأميركيين، ما يعني أن الولايات المتحدة تتحمل المسؤولية المباشرة عن الاعتداءات الصهيونية المتكررة، وأيضاً عن الجرائم الوحشية التي يرتكبها إرهابيوها من “داعش”، وكل تلك الجرائم تأتي في سياق لهاثها لتدمير البنية التحتية للدولة السورية، لمنعها من استعادة تعافيها الاقتصادي، وعرقلة جهودها لإعادة الإعمار والبناء، وبالتالي إبقائها في دائرة الضغوط العسكرية والسياسية والاقتصادية القصوى.

سورية أكدت مراراً أنها ستدافع بكل الوسائل المشروعة عن حقها في صد الاعتداءات الإسرائيلية الغادرة، ومواصلة حربها على الإرهاب حتى اجتثاثه من جذوره، وهذا الحق تؤكد عليه كل الشرائع والمواثيق الدولية، ولكن في المقابل، يتوجب على مجلس الأمن الدولي أن يتحمل مسؤولياته في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين بإلزام الكيان الصهيوني التوقف عن اعتداءاته وجرائمه المستمرة، ولا شك بأن مواصلة هذا المجلس اتخاذ موقف الانحياز الواضح لمصلحة الدول الغربية المسيطرة على قراراته، وعدم إدانة الجرائم الإسرائيلية ومساءلة مرتكبيها، تضعه مجدداً بخانة التواطؤ، وبدائرة التشكيك بجدوى مهامه ومسؤولياته في الحفاظ على الأمن والسلم العالميين.

انظر ايضاً

دعم واشنطن للعدوان الإسرائيلي.. وحساب الربح والخسارة!… بقلم: جمال ظريفة

لا وصف لما منيت به السياسة الأمريكية في الآونة الأخيرة بعد الانخراط بالعدوان على غزة …