الفنانة الألمانية (هايكا فيبر).. سورية مليئة بالقدرات الفنية المشبعة بالتراث

دمشق-سانا

استلهمت الفنانة التشكيلية الألمانية “هايكا فيبر” من اسم آلهة القوة عند الكنعانيين “عناة” لتكون عنوان مشروع التطريز والأشغال اليدوية الذي جمعها بنحو 50 سيدة سورية.

وعن وجودها في سورية منذ 40 عاما تحدثت “هايكا فيبر” لـ سانا قائلة: “إن طريق الحياة أوصلها إلى سورية بعد زواجها وقرارها البقاء في المنطقة العربية، حيث سكنت مخيم اليرموك في دمشق عام 1982، ومن رغبتها بتعلم اللغة العربية بدأت إقامة دورات تطريز وأشغال يدوية للنساء في المخيم للتواصل أكثر معهن ليعملن على تشجيعها في هذا المجال”.

وليتميز مشروع التطريز المشغول بالأيادي العربية قررت هايكا أن تدخل ثقافة النساء وتراثهن في المشروع وبدأت البحث والدراسة في التراث، من هنا بدأ مشروع “عناة ” مع 20 امرأة والقليل من الزبائن في بيئة مليئة بالقدرات الفنية والمشبعة بالتراث.

وتطور المشروع حسب هايكا إلى أن وصل عدد النساء اللواتي يعملن فيه إلى 1000 امرأة من مختلف المحافظات السورية وزبائن من مختلف بلدان العالم.

نظمت هايكا الكثير من المعارض وعروض الأزياء داخل سورية وفي الكثير من دول أوروبا وأميركا، وكبر مشروع “عناة ” إلى أن صار لديهم مشغل في المنطقة الحرة بدمشق، ومعرض خاص به في باب شرقي لبيع المنتجات.

ومع الحرب على سورية خسر المشروع المشغل والمعرض واعتمد على النساء اللواتي يعملن في منازلهن، وعلى الرغم من أن التواصل انقطع مع غالبيتهن إلا أن عددهن أصبح الآن ما يقارب الـ 50 سيدة.

وفي التفاصيل التقنية للمشروع، تحدثت هايكا عن أكثر القطب استخداما في بلاد الشام وهي قطبة “الكروسبيش” على شكل صليب الخير فيه يقطع الشر، و”الدبل كروس” عند السومريين كان يعني قوة الخالق التي تخلق حياة جديدة من الموت.

ومن القطب التراثية أيضا استعرضت هايكا قطبة ميلانو القادمة من ميلان، والقطبة البخارية القادمة من منطقة بخارى في آسيا الوسطى، حيث يستخدمون هذه القطبة إلى الآن ولكن ممارستها تختلف تماما في سورية، حيث أضافوا لمساتهم الخاصة، وقطبة مناجل التي كانت في البداية لضم الأقمشة مع بعضها وسورية معروفة بأنواع مختلفة منها.

وتعمل هايكا اليوم على تطوير مشروعها باستخدام الإنترنت لتسويق المنتجات وتسهيل التواصل مع الخارج، وتتمنى من النساء الموجودات في المشروع الاستمرار بالقدرات الفنية والإبداعية نفسها التي أبهروها بها خلال 35 عاما من العمل في “عناة”، مؤكدة أهمية حفظ التراث في لوحات من التطريز على أيدي نساء مرتبطات بهذا التراث، وقادرات على التعبير عن واقعهن من خلاله.

كنانة اسماعيل