الشريط الإخباري

الشابان أنس سليمان وفراس رمضان… نموذجان ملهمان في العمل التطوعي لمساعدة منكوبي الزلزال

دمشق-سانا

بقلوب يملؤها الشغف نحو العمل الإنساني، وانطلاقاً من الواجب الوطني،اندفع الشابان أنس سيد سليمان ومحمد فراس محمد بشار رمضان لمساعدة المنكوبين بعد الزلزال المدمر الذي ضرب سورية في السادس من شباط الماضي.

أنس وهو طالب طب أسنان سنة خامسة في جامعة حماة قال لنشرة سانا الشبابية: “إنه منذ الساعات الأولى للزلزال بدأت مع فريق (عقمها) التطوعي في دمشق بجمع ما تيسر من الملابس الشتوية والبطانيات والأدوية والمعلبات، لتعبئة سيارة صغيرة وإرسالها للمحافظات المنكوبة، لكن كمية الحب واللهفة التي لمسناها عند الناس فاقت التوقعات، إذ استقبل المركز في منطقة العفيف آلاف الأشخاص محملين بما يستطيعون حمله للتبرع”.

ولفت إلى أن الأعداد الكبيرة لم تسمح للفوضى بأن تتخلل بينهم، بل عملوا جميعاً متطوعين ومتبرعين بتنظيم واحد أشبه ما يكون بخلية النحل دون كلل أو ملل، بينما شكل اندفاع الأطفال الصغار برفقة أكياس ثقيلة وانخراطهم يداً بيد بالعمل أكثر المشاهد المؤثرة فينا.

وأكد أنس توافد عدد كبير من الأشخاص للمساعدة في مشهد تكرر يومياً بالزخم نفسه، حيث استطاع الفريق بأعضائه ومتطوعيه إرسال 77 شاحنة غذائية وإغاثية محملة بأكثر من500 طن إلى حلب وجبلة واللاذقية وحماة ومصياف.

ونوه أنس بأهمية العمل التطوعي في تعزيز تعاضد المجتمع وتوطيد مشاعر التكافل بين أفراده، إذ كان بدأ هذا المجال بكتابة المحاضرات للطلاب مجاناً عبر أحد الفرق التطوعية بالكلية، ثم نشر التوعية مع فريق عدسة طالب طب أسنان الإلكتروني خلال فترة وباء كورونا، وأخيراً كمتطوع ميداني مع فريق (عقمها) وسط جو من الألفة والانسجام، وهو ما حول السيارة الصغيرة إلى قافلة مساعدات لتصل المساعدات من يد المتبرع إلى يد المتضرر بكل صدق وشفافية.

أما صديقه فراس 26عاماً، وهو طالب في كلية العلوم قسم الأحياء الدقيقة وفي معهد هندسة الحاسوب فقد وضع الكتب والمحاضرات جانباً، واستبدلها بمساعدة الفريق رغم حجم الألم والحزن على مصاب الناس التي خسرت كل ما لديها، مستغلا كل دقيقة في استلام التبرعات وتنظيمها وفرزها وتغليفها جيداً وتسجيلها وترقيمها، ثم المساعدة بحملها لتعبئة الشاحنات.

ولفت فراس إلى أجمل المواقف التي واجهتهم حين احتاج الفريق مساعدة لتعبئة الشاحنة بعد منتصف الليل وفي جو قارس البرودة، فلبى النداء رجل وابنته 16عاماً أصرا على المساعدة بأيديهما، ودأبا على العمل بكل نشاط وفرح.

فراس الذي دخل في عالم التطوع ضمن فريق (سيار) لفت إلى أنه كباقي المتطوعين وصلوا الليل بالنهار في سبيل مساعدة المتضررين، مؤكداً أن سورية قادرة على تجاوز كل الصعاب بتكاتف جميع أبنائها.

دارين عرفة

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency