الشريط الإخباري

حرب بلا أفق… بقلم: عبد الحليم سعود

مرّت بالأمس الذكرى السنوية الأولى لانطلاق الحرب الأوكرانية دون أفق واضح لنهاية هذه الحرب أو معالجة الأسباب التي أدّت لنشوبها، الأمر الذي يرجح استمرارها وتوسعها بصورة لا يمكن أن تخدم السلم والاستقرار سواء في أوروبا أو العالم، وهو أمر في غاية الخطورة بالنظر إلى حجم الدعم الأميركي والغربي المقدّم للنظام الأوكراني كي يبقى على عناده متجاهلاً عناصر القلق الروسي والورطة التي أوقع نفسه فيها.

من الواضح أن الغرب بقيادة واشنطن قد اتخذ القرار بمحاربة روسيا عبر أوكرانيا حتى آخر أوكراني، وهذا ما يمكن قراءته في استعداد حلف الناتو لتقديم كلّ أنواع السلاح الذي تطالب به كييف لمواصلة الحرب، دون طرح أي أفكار جديدة تنقل الأطراف المتحاربة إلى طاولة التفاوض أو الحوار.

لا شك أن المخطط الأميركي من هذه الحرب يسير وفق ما تمّ الإعداد له نظرياً، وهو إضعاف كلّ الأطراف المتحاربة بما فيها: الحلفاء الأوروبيون كي تبقى واشنطن متحكمة بالقرار الدولي إلى أطول فترة ممكنة، والحيلولة دون نشوء نظام دولي جديد متعدد الأقطاب يحجّم الدور الأميركي المهيمن ويعطي للقوى الدولية القديمة والناشئة حديثاً أدواراً تتناسب مع أحجامها الحقيقية على الأرض، ويخلق نوعاً من العدالة والتوازن في القرارات المعنية بالشأن العالمي.

المستغرب حقاً هو عدم إدراك الأوروبيين لهذه الحقيقة واستمرارهم في لعب دور التابع المطيع لواشنطن رغم كلّ ما يجره ذلك من خسائر مادية ومعنوية على المدى الطويل، ودون أي اعتبار لمصلحة الشعوب الأوروبية التي بدأت تتلمس أخطاء السياسات غير الواقعية التي تنتهجها حكوماتها تجاه روسيا.

من الصعب إحصاء أضرار وتكاليف الحرب حالياً، لأنها تزداد وتتضاعف بشكل يومي، ولا يختلف اثنان بأن أوكرانيا هي أكبر المتضررين، فيما يتفق الجميع بأن هذه الحرب لم تخدم سوى المصالح الأميركية، فلماذا يتجاهل نظام كييف هذه الحقيقة ويرهن بلده لمشيئة شريرة لم تقحم نفسها في مكان إلا وكان الخراب والدمار والموت والفوضى ديدنها الدائم والأمثلة أكثر من أن تحصى.!

انظر ايضاً

 مهمة ميلي الإرهابية.. بقلم عبد الحليم سعود

لعله من المستفز إلى درجة الوقاحة أن يتنطع أكبر ضباط من الجيش الأميركي مارك ميلي …