نيويورك تايمز: شركات كبرى تستغل العمالة القسرية للأطفال المهاجرين إلى الولايات المتحدة

واشنطن-سانا

كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن الأطفال المهاجرين الذين توجهوا بأعداد قياسية إلى الولايات المتحدة دون ذويهم ينتهي الأمر ببعضهم للانخراط بوظائف قاسية ومنهكة.

وأوضحت الصحيفة في تحقيق لها أن عمالة الأطفال المهاجرين إلى الولايات المتحدة وتشغيلهم في وظائف قاسية بعضها لصالح شركات عالمية كبرى هي جزء من اقتصاد جديد قائم على الاستغلال.

وأشارت إلى أن هذا العمل القسري في الظل يمتد عبر القطاعات المختلفة في كل ولاية، وينتهك قوانين عمالة الأطفال المطبقة في البلاد، مؤكدة أن بعض هؤلاء الأطفال يعملون في أعمال إصلاحات تحت السن القانونية.

ولفتت الصحيفة إلى أن اليأس الاقتصادي الذي تفاقم في ظل وباء كورونا تسبب باستقطاب أطفال معظمهم من أمريكا الوسطى، حيث تنامت تلك العمالة القسرية ببطء على مدار أكثر من عشر سنوات، لكنها تضخمت بشكل هائل منذ عام 2021 في الوقت الذي انهارت فيه الأنظمة المصممة لحماية هؤلاء الصغار.

وتابعت الصحيفة أنه من خلال حديثها مع أكثر من مئة طفل مهاجر يعملون في 20 ولاية تحدثوا عن وظائف قاسية ومنهكة وسط مخاوف من أن يصبحوا محاصرين في ظروف لا يستطيعون تخيلها ويجدون أنفسهم مجبرين وخاصة المتعلمين منهم في أجزاء كثيرة من البلاد على العمل لأوقات طويلة بعد انتهاء فصولهم الدراسية.

ووجد تحقيق نيويورك تايمز أن الجهات المستفيدة من عمل هؤلاء الأطفال المهاجرين هي شركات عالمية، إضافة إلى أخرى مجهولة مشيرة إلى أن نمو عمالة الأطفال المهاجرين في الولايات المتحدة على مدى السنوات العديدة الماضية هو نتيجة لسلسلة من التجاهل المتعمد، إذ أن الشركات تتجاهل الشباب كما ترفض المدارس الابلاغ عن انتهاكات العمل الواضحة معتقدة أنها ستؤذي الأطفال أكثر في ظل تجاهل وتعتيم من قبل وزارة الصحة والخدمات الإنسانية في الولايات المتحدة حيث تتصرف كما لو أن الأطفال المهاجرين الذين يعانون دون أن يعيرهم أحد اهتماماً على أنهم بخير.

وأضافت الصحيفة: إن العديد من هؤلاء الأطفال يتعرضون بعيداً عن منازلهم لضغوط شديدة لكسب المال، وهم يرسلون الأموال لعائلاتهم بينما هم في كثير من الأحيان يكونون مدينين لكفلائهم برسوم التهريب والإيجار ونفقات المعيشة.

وفي مقابلات مع أكثر من 60 من الأخصائيين قد قدر معظمهم بشكل مستقل أن نحو ثلثي الأطفال المهاجرين غير المصحوبين بذويهم انتهى بهم الأمر إلى العمل بدوام كامل.

ووفقاً للصحيفة فإنه من المفترض أن تكتشف وزارة العمل انتهاكات عمل الأطفال وتعاقب عليها، إلا أن المفتشين في 12 ولاية، قالوا إن مكاتبهم التي تعاني من نقص الموظفين بالكاد تستطيع الاستجابة للشكاوى.

وأشارت الصحيفة إلى أنه خلال العامين الماضيين دخل أكثر من 250 ألف طفل إلى الولايات المتحدة بأنفسهم دون ذويهم.

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency