نارام يوسف طفل يهوى التاريخ ويوثقه بالنحاس

طرطوس – سانا

على الرغم من صغر سنه تمكن الطفل نارام يوسف الذي لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره بمساعدة أسرته من إقامة معرضين فنيين قدم خلالهما نحو ثلاثين لوحة فنية بالضغط على النحاس وثق من خلالها بعضا من رموز التاريخ السوري .

وتشير ندى علي والدة الطفل نارام إلى أن ابنها يبدع من خلال رؤيته الطفولية في اختيار الكثير من الأفكار والتفاصيل التي تتعلق بمواضيع لوحاته معتمدا بذلك على قراءته  للعديد من الكتب التاريخية والروايات الأدبية مؤكدة أنه يسعى لإنجاز أي لوحة بكل تفاصيلها بدءا من الفكرة وصولا الى أدق التفاصيل الواقعية والخيالية بمفرده في محاولة لأثبات ذاته وقدرته على تحمل مسوؤلية كل ما يقوم به في هذا المجال.

ويحاول نارام بفنه أن يوثق الآثار السورية التي تتعرض حسب قوله للتخريب والسرقة على يد العصابات الإرهابية المسلحة لافتا إلى أن هذا اقصى ما يمكنه فعله للمساهمة في الحفاظ على آثار بلده وحمايتها نظرا لصغر سنه .

وحول فنه قال نارام أن فكرة العمل بالضغط على النحاس أتت بعد مشاهدته لوحات فنية تشكيلية تحوي الكثير من التفاصيل والأفكار والتي يمكن أن تتوضح أكثر بإعادة تشكيلها باستعمال الضغط على النحاس مشيرا إلى أنه قدم أعمالا لرموز تاريخية كحمورابي ونارام سن وخاصة بعد قراءته الكثير من الكتب التاريخية عن الحضارة السورية والروايات الأدبية التي منحته ثقافة ومعرفة حول قيمة هذه الرموز في تلك الحقب التاريخية.

ويتابع  أجد المتعة  في عملي بشكل خاص عند القيام بضغط أاشكال تمثل كائنات حية تملك تفاصيل دقيقة مثل العيون والأنف والفم كونها تحتاج الى إبراز تفاصيل صغيرة بدقة ومهارة متناهيتين وهذا يجعل الفنان يقدم أعمالا تحاكي الواقع بتعابيره وهو ما حاولت إبرازه خلال المعرضين اللذين قدمتهما حتى الآن .

ويشير الفنان الطفل إلى أنه اكتسب من خلال تعلمه على يد مدربهاالفنان جورج شمعون مهارات كثيرة ومنها النقل والإضافة لتجسيد الفكرة حيث أن العمل بضغط النحاس يعتمد على نقل لوحة أو شكل ما على شرائح النحاس بأدوات خاصة بالعمل مؤكدا أن هذا الفن يحتاج إلى تركيز شديد و مهارة ودقة عالية فالخطأ لا يمكن تصحيحه في هذا النوع الفني.