اللاذقية – سانا
يرسم علي عيسى سلوم حروف أحلامه وطموحه بهدوء وثقة بارزين معولا على اهتمامه بأدق التفاصيل ورغبته الجامحة بالتعلم وصبره الطويل لمتابعة التدريبات.
ورغم صغر سنه الذي لا يتجاوز 12 ربيعا استطاع إحراز لقب رائد طليعي على مستوى سورية بمجال الخط العربي للعام الماضي دون أن ينسيه الأمر تحقيق تفوق دراسي في مدرسة المتفوقين باللاذقية فالتميز والتفوق العلمي هدف آخر من أهدافه ترجمها بولعه بمادتي الرياضيات والعلوم .
وأتقن سلوم ثلاثة أنواع من الخطوط هي الرقعة و الديواني والنسخ و يقول لنشرة سانا سياحة ومجتمع “إن تميزه بفن الخط العربي عائد بالمقام الأول لمتابعة الدروس الخاصة بالخط العربي مع الالتزام بتعليمات المعلم” لافتا إلى أن الخط الديواني هو الأقرب إلى قلبه لأن حروفه تتمتع بسلاسة وانسيابية واضحة معتبرا أن خط النسخ الأصعب بين الخطوط لأن حروفه تحتاج دقة كبيرة وعناية بالتفاصيل.
وعن مشاركته بمسابقة رواد الطلائع ونيله لقب الريادة على مستوى سورية بمجال الخط العربي ذكر سلوم أن الاختبار في المرحلة النهائية شكل له تحديا كبيرا ولا سيما بعد الطلب من المتسابقين تجسيد خط الثلث الذي لم يسبق له تعلم تقنياته لكن مخزونه السابق في فهم تاريخ الخط العربي دفعه للإصرار على المحاولة وكانت النتيجة بتجاوز الاختبار بشكل صحيح والحصول على المرتبة الأولى.
ويفضل اليافع سلوم إظهار الخط العربي كعنصر وحيد داخل اللوحة لتمتعه بجماليات كثيرة تغنيه عن وجود الألوان أو الرسوم الأخرى متمنيا أن يحقق في المستقبل شهرة عالمية بفن الخط العربي.
من جهتها بينت والدته المهندسة يسرى الحايك أن تعلقها بهذا الفن واتقانها عدة أنواع منه كخط الرقعة والنسخ دفعها لتوجيه ابنها لدروس الخط من عمر التاسعة بهدف تحسين خطه المدرسي إلا أنه اكتشف حبه للخط العربي و استمر في تعلم تقنياته إلى اليوم دون انقطاع.
وتضيف..”اشعر بسعادة وأنا أراه يتدرب ويستمتع بقضاء وقت فراغه بكتابة الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والأبيات الشعرية ونحن كوالدين نشجعه على المتابعة بمجال الخط العربي مادامت هذه رغبته نظرا لأهمية البعد النفسي للهوايات الإبداعية في تنمية شخصية الطفل نحو الأفضل من خلال تحقيق حالة تميز وثقة بالنفس بين اقرانه ما يولد بداخله حالة اندفاع وطموحا نحو المستقبل”.
بدوره رأى الخطاط وضاح محمود مدرب سلوم أنه يمتلك مزايا كثيرة تخوله تحقيق مستقبل مشرق في فن الخط العربي كصغر سنه وحماسه للتعلم و تشجيع والديه والتدريب المستمر ما يجعله قدوة حسنة لزملائه في هذا المجال.
ويؤكد محمود أن الخط العربي علم وفن وهندسة يحتوي قواعد كثيرة يعتمد عليها في إنجاز تفاصيله كجودة الحرف وعلم السطر مشيرا إلى صعوبة إتقانه في بعض الأحيان نظرا لحاجته إلى موهبة وتدريب مستمرين إضافة إلى الاندفاع الشخصي نحو التعلم.
وأشار إلى “وجود إهمال في مجال تعليم الخط العربي وخاصة في مدارس التعليم الأساسي” داعيا إلى اعتماد مناهج ثابتة و واضحة في هذا المجال.
ابتهال مصطفى