حمص-سانا
لا يستطيع المارة في مرتفعات ضهر القصير بريف حمص أن يجتازوا هذه المرتفعات دون أن تلفت انتباههم قرية بحور ذات المناظر الطبيعية الرائعة التي تقع إلى الجهة الغربية من طريق حمص مشتى الحلو وتتبع إداريا لناحية شين.
وبحور قرية صغيرة وهي لفظة سريانية تعني الغيم الصيفي الذي يستدل منه على المطر في الشتاء القادم وربما سميت بذلك نسبة إلى مناخها المتميز.
وتقول ماري الأسعد من سكان القرية أن بحور تمتاز بموقعها الجبلي الفريد حيث ترتفع نحو 850 مترا عن سطح البحر وتتميز بطبيعة ساحرة لكونها تقع في واد محاط بالتلال والمرتفعات الجبلية الخضراء من جميع الجهات فتشتهر بمناخها البارد شتاء والمعتدل المائل إلى البرودة صيفا.
وتضيف.. إن القرية تشتهر بعذوبة مياهها التي تنبع من بين جبالها الشامخة والتي تغذي منها القرى المجاورة مثل رباح والمرانة والصويري و أوتان وناحية شين إضافة إلى هوائها النقي العليل و يمر في القرية نهر موسمي تنحدر مياهه من أعالي جبال ظهر القصير المجاورة وتصب في بحيرة سد المزينة.
وتشتهر القرية بوجود كنيسة قديمة شيدت على اسم السيدة مريم العذراء يرتادها المؤمنون أيام الأحد وفي المناسبات الدينية.
ويبين هاني عيد من سكان القرية أن بحور شهدت كالعديد من القرى الصغيرة الأخرى هجرة عدد كبير من أهلها إلى المدينة سعيا وراء الرزق والعمل والتعليم فاستقر معظم أهلها في مدينة حمص وهناك شارع بأكمله في حي العدوية يعرف شعبيا بشارع أهل بحور.
ويضيف عيد إنها بالرغم من ذلك لا تزال المكان الأغلى والأجمل على قلوبهم ويذهبون إليها للاصطياف وقضاء أجمل الأوقات مع الأهل والأقارب وبين أحضان الطبيعة كلما أتيحت الفرصة لذلك وخاصة في فصلي الربيع والصيف.
ويذكر عيد أن القرية تشتهر بأراضيها الخصبة ويعمل معظم أبنائها في الزراعة وأهم الزراعات المنتشرة فيها زراعة الأشجار المثمرة كالتفاح والزيتون والخوخ والكرمة حيث تتمتع محاصيل التفاح التي تنتجها القرية بشهرة واسعة في أسواق محافظة حمص نظرا لجودتها ووفرتها .
وقد اشتهرت بحور في السابق وتحديدا في أوائل ومنتصف القرن الماضي بأنها مصدر أساسي لمحاصيل العنب .
ويشير عيد إلى ان أول مدرسة تأسست في بحور عام 1912 على يد كاهن القرية الأب فيلبس حيث تعلم فيها الكثير من أبناء القرية وأبناء القرى المجاورة واستمر التعليم فيها حتى بداية الخمسينيات من القرن الماضي حين افتتحت الحكومة السورية رسميا أول مدرسة ابتدائية فيها .