حوار سوري وحرص روسي على نجاحه- صحيفة الوطن العمانية

موسكو تجمع ولا تفرق، إنها قصة بلد كبير كانت له صلاته العربية التي وصلت إلى حد التماهي، صحيح انها ولدت من مصالح مشتركة، لكن ثمة حنينا لبلد قاد مرحلة ضد الاستعمار وطرح مشروع مقاتلة الامبريالية، في وقت كان فيه العرب قد خرجوا إلى الدنيا وقد تحرروا من هذا الاستعمار ومن غاياته. لذلك، ترى سورية في روسيا حضنا دافئا تهمه مصالحها، وخصوصا في ظل حكم الرئيس بوتين، الذي قلبه ما زال يرف لماضي بلاده يوم كانت عظمى.

اجتماعات موسكو المقبلة واللاحقة للدولة السورية مع المعارضة لم تحتج في السابق إلى مترجم لها ولن تحتاج في المستقبل ايضا. فاللغة التي يتحدث بها الروس واضحة وتعني موقفا ثابتا هو الحفاظ على وحدة الشعب والأرض والدولة والمؤسسات في سورية، وهو امر لا تناقش فيه القيادة الروسية ولا تسمح لأحد بتجاوزه. انه من أمورها الثابتة التي كشفتها سنوات الازمة الاربع وبدت فيها روسيا خير حليف لسورية.

هذه الدولة الصديقة المنفتحة على كل الخيارات السورية، قدمت على مدار الازمة ما هو اخلص من عديد من العرب، فيما الغرب كان يتكالب على السوريين ويحاول الاساءة إلى دولتهم، ان بدعم الارهاب، مع انه يرفع شعار محاربته، أو بتمويله بطريقة غير مباشرة، وهو يطالب بإيقاف دعمه. ولقد اثبت هذا الغرب، انه ينسى تاريخ الصداقات المرسومة سواء بالمصالح أو بالثقافات المشتركة، فسورية كانت الأقرب إليه موقعا وثقافة، وخصوص فرنسا وغيرها من الأوروبيين، فيما لا تحتل الولايات المتحدة سوى تاريخ اسود نتيجة تعديها الدائم على حاضر سورية ومستقبلها.

لا تمل الدولة السورية من الإعراب عن مشاعرها تجاه اي حوار مع المعارضة السورية، وترى ايضا ان الحوار هو الحل الأنجع للأزمة المستعصية، وانه في النهاية لا بد من سلوكه للوصول إلى حل يرضي الجميع. فسورية القوية لا تهاب الحوار بل تذهب إليه بحكمة القادر والممتلئ قوة من انه السبيل الأوحد لإنقاذ سورية من الحاضر الصعب، ولإيقاف الخراب المتزايد وكذلك شلالات الدم المتزايدة. اما روسيا فتشارك الدولة السورية في موقفها، وهي تعرف كم هي مخلصة في هذا الموقف وكم تأتي إلى موسكو منشرحة الصدر لأنها تريد ان تنهي أزمة عميقة بحوار مبدئي يتم الاتفاق من خلاله على شتى التفاصيل التي تؤدي إليه.

لا شك أننا أمام تجارب صعبة من الحوارات خصوصا وان بعض الانقلابات حصلت في الداخل السوري ادت إلى فقدان المعارضة الكثير من قدرتها على التأثير في الميدان الذي تسيطر عليه ” داعش ” وجبهة ” النصرة ” وقوى تدور في فلكهما، الأمر الذي يجعل من قدرة المعارضة سطحية وهامشية، ومع ذلك تسعى الدولة السورية بمساعدة الروس وحرصهم على خوض الحوارات لعل وعسى ان تصل الأمور إلى غاياتها على مستوى الميدان.

روسيا الحريصة اذن على تبادل الحوار السوري، ستظل تتقدم بما يسهل الطريق إليه، تشجيعا لخوضه، وتعريفا بأنه الحل الأمثل لتحقيق الأمل الدائم بالخلاص. ولهذا تذهب الدولة السورية إلى موسكو وهي في غاية الأمان مما ينتظرها من حرص روسي على مصالحها ومن دفع ثابت من قبلها.

رأي الوطن

انظر ايضاً

الوطن العمانية: عودة سورية إلى الجامعة العربية تعيد الدور العربي لمكانته الصحيحة

مسقط-سانا أكدت صحيفة الوطن العمانية في افتتاحيتها اليوم أن العودة السورية إلى الجامعة العربية تمثل …