كاتب بريطاني: انقسامات في المجتمع الفرنسي حول دعم كييف واستمرار النزاع في أوكرانيا

لندن-سانا

رأى الكاتب البريطاني غافين مورتيمر أن هناك انقسامات واضحة بين طبقات وأفراد المجتمع في فرنسا، حول دعم بلادهم للنظام في كييف، وانخراطها في الأزمة الأوكرانية إلى جانب دول حلف شمال الأطلسي ناتو.

وأوضح مورتيمر المحلل في الشأن الفرنسي في سياق مقال نشرته صحيفة (ذا سبكتيتور) البريطانية أن أغلبية الاشتراكيين والوسطيين في فرنسا ينتمون إلى الطبقة الوسطى والثرية، وهم من يؤيدون دعم نظام كييف والحرب في أوكرانيا كونهم وفقاً للصحيفة لا يشعرون بالقلق إزاء ارتفاع فواتير الطاقة وأسعار البنزين، مثل أولئك الذين ينتمون إلى طبقة العمال والطلاب ممن يعارضون تدخل بلدهم في الأزمة الأوكرانية.

وتستند المعارضة الفرنسية لتأجيج الأوضاع العسكرية في أوكرانيا إلى عدة عوامل وفقاً لمورتيمر، أبرزها تدهور الوضع الاقتصادي في فرنسا والخوف من صراع نووي، ولكنها أيضاً تأتي نتيجة لمعاداة اليسار المتشدد للولايات المتحدة بسبب توجهاتها الرأسمالية، وتقويضها الثقافي لفرنسا على مر السنين من خلال الطعام والأفلام والأيديولوجيا التي تتسلل إلى المجتمع الفرنسي.

وأشار مورتيمر إلى أن هذه المعارضة تستند كذلك إلى ذكريات الغزو الأمريكي للعراق الذي تسبب بصدع عميق ومرير بين فرنسا والولايات المتحدة، وثبت فيما بعد أن التردد الفرنسي ومعارضة باريس للغزو كان مبرراً، بعدما كانت الأخيرة تعرضت للهجوم والإهانة من قبل لندن وواشنطن بسبب معارضتها تلك.

وأعاد مورتيمر إلى الأذهان الهجوم الواسع الذي شنه الإعلام الغربي والأمريكي على فرنسا لمعارضتها الغزو الأمريكي للعراق، ففي 11 شباط عام 2003 كتبت صحيفة الغارديان البريطانية: إن الولايات المتحدة تعتبر الفرنسيين جبناء وقروداً، كما نشرت رسوماً كاريكاتورية ساخرة من الفرنسيين.

واعتبر مورتيمر أن تلك المرحلة لا تزال تحكم جزءاً مهماً من نظرة الفرنسيين إلى واشنطن وسياساتها تجاه فرنسا، مشيرة إلى أن الكثيرين يشعرون بقلق متزايد إزاء ما يعتبرونه “عدوانية رئيسهم المتزايدة”، حيث ناقش مانويل ماكرون مؤخراً إرسال دبابات ثقيلة وطائرات مقاتلة إلى كييف.

وعبر سياسيون ومحللون فرنسيون عدة عن قلقهم من توجيه الولايات المتحدة للسياسة الخارجية الفرنسية في الآونة الأخيرة، وتداعيات تصاعد الأزمة الأوكرانية على فرنسا.

ويعتقد العديد من المعارضين لانخراط فرنسا في أزمة أوكرانيا أن بلدهم أصبح شديد الارتباط بالولايات المتحدة، وفقد سيادته الدبلوماسية والعسكرية.

وأوضح مورتيمر أن ثمانية من المرشحين الـ 12 لانتخابات الرئاسة الفرنسية العام الماضي تعهدوا بسحب فرنسا من حلف ناتو إذا ما تم انتخابهم لاعتبارهم أن الحلف ما هو إلا منظمة تهيمن عليها واشنطن، وتستخدمها كأداة لخدمة مصالحها، لكن ماكرون والمرشحين من الاشتراكيين والجمهوريين من يمين الوسط رغبوا في بقاء فرنسا ضمن الناتو.

وأوضح مورتيمر أن المرشحين الآخرين يمثلون كذلك ملايين الفرنسيين الذين يفضلون السخرية منهم على أنهم (قرد مستسلم)، بدلاً من النظر إليهم على أنهم (كلب بودل أمريكي).

باسمة كنون

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

أوليانوف: الولايات المتحدة هي المستفيد الرئيسي من النزاع في أوكرانيا

موسكو-سانا أكد مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف أن الولايات المتحدة