الشريط الإخباري

نوافذ الإرهاب المفتوحة-صحيفة تشرين

عندما يتحين الغرب وأدواته في المنطقة الفرصة ليثبت لتنظيمات الإرهاب أنه الوحيد الداعم والممول، لا ينتظر من الأخيرة ومجموعاتها المسلحة إلا أن تدرك أن الموت وإزهاق أرواح المواطنين واجب عليها، من مبدأ الطاعة لدول الإرهاب والتكفير التي ارتضت أن تكون نجمة داود علامة فارقة في سجلها، وتالياً أن تعتمد في إرهاب الناس وتكفيرهم على الذبح والحرق واجتثاث الأجساد.

ففي نظرة للمشروعات المبيتة للمنطقة من واقع الأرض السورية بشمالها الممتد مع العثمانية الطامعة التي خلعت البرقع ليظهر وجه الحقيقة الساطعة في الاستعمار المختلف بأنواعه، والحلم بسيطرته التي دغدغت السلطان العثماني الجديد، الذي اعتمد دمار البنية التحتية بإرهابييه الذين توافدوا بالآلاف مؤللين بلغة التكفير الحاقدة، كما هم تكفيريو الجنوب في التنظيمات الإرهابية التي تحمل العديد من التسميات، والتي لم تعد تهم تسمياتها أحداً ما دامت الطريقة والنهج الدموي واحداً في كل الحالات….

ما يحمله مشهد الواقع الميداني اليوم حقيقةً يلفت النظر من عدة نواحٍ:

الأول: ما جرى ويجري على الساحة الدولية والتي ظهرت فيها الآفاق من خلال الاتفاق النووي الإيراني مع الدول الغربية، فما أحرزته الجمهورية الإسلامية الإيرانية من تقدم في هذا المجال يجعل المرء يظن أن ملفات المنطقة قد تكون في مأمن يتغير فيه المعطى بحسب الضخ المراد من أبعاد هذا الاتفاق… وفي المقابل ما يحضّر لمؤتمر (موسكو2) الذي تنظر إليه الحكومة السورية على أنه يعبّر عن وجهة نظرها الدائمة، بأن الحل يبقى، ومن الضروري أن يبقى، ضمن الأطر في المسارات السياسية البحتة، من دون النظر إلا إلى تلك الآلية في التعامل مع الأزمة التي تعيشها سورية، من حرب إرهابية عالمية على أراضيها وبنيتها كدولة ذات سيادة..

وفي المقلب الآخر، ذاك السعار الهمجي الإرهابي الذي أراد التمدد إلى الأراضي السورية سواء من شمالها أم من جنوبها، وما كان آخره من تسليم معبر نصيب الحدودي لتنظيم (النصرة) الإرهابي، الذي قدم من خلال ذلك عشرات الرسائل المتوالية والمؤكدة أولاً وآخراً أن الأردن هو الحلقة الرئيسة المنفذة سواء عبر معسكرات التدريب الإرهابي، أم التمرير أم إيواء «اللاجئين» في مخيم الزعتري في أهدافه الأولى الملتفة زوراً وبهتاناً بعباءة الإنسانية وهي منها براء، وإنما جاءت في مجملها خدمة للمشروع الصهيو – أمريكي الذي شكلت الأردن الممر الرئيس فيه من حوامل… مع النظر إلى النيران التي باتت تحرق اليمن على يد الهمجية السعودية التي تعد بالتالي ضمن الفلك الاستعماري الواحد الذي عزَّ عليه أن ينتفض اليمن لسيادته المذبوحة والمسلوبة التي سحبت لمصلحة الولايات المتحدة في المنطقة، والتي تجلت بالسعي الحثيث للسيطرة على الممرات البحرية والجوية، بما يجعل السيادة اليمنية وقد استوطنت فيها القواعد العسكرية الأمريكية تحت مظلة الاستعمار الحديث ورحمة الاقتصاد العالمي، في الوقت الذي لم تمهلها فيه السعودية لتقول كلمة تبدي من خلالها حقها في أراضيها، فكانت الصواعق النارية، الجوية والبرية بالمرصاد من السعودية لليمن.

والسؤال الذي يبقي نوافذ الإرهاب مفتوحة على مصراعيها يكمن في التفاصيل التي عولت عليها كل من «إسرائيل» وأمريكا والسعودية وتركيا وبخاصة بعدما أغرقت حكومات الدول المجاورة في أتون هذه الحرب، وتركت للآراء المعلقة والتساؤل: إلى متى هذا العدوان؟ وهل تستحق نتائجه كل هذه الدموية على جثث الأطفال، والأسئلة نفسها تدور في فلك المنطقة والجغرافيا السورية المفتوحة على نوافذ الدم وأبوابه.

بقلم: رغداء مارديني

انظر ايضاً

مصالح تخطت حدود القُبل!-صحيفة تشرين

يبدو أن الحلول السياسية في المنطقة، وسورية تحديداً، مازالت تدخل في أنفاق التحالف الاستعماري الغربي …