بيروت-سانا
جدد الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين التأكيد على أن الخطر الوحيد الذي يحيق بالمنطقة العربية هو الكيان العنصري الصهيوني /إسرائيل/ وأنه لا يوجد ما يبرر التشكيك بذلك فيما عدا ما تقوم /إسرائيل/ نفسها إضافة إلى جوقتها من دول غربية وأدواتها في المنطقة بالترويج له حول وجود أخطار أخرى هي التي تتحمل مسؤولية تفاقم الأوضاع في المنطقة وتفجرها في عدد من أنحاء المنطقة العربية ودولها.
وقال المقداد في مقال نشرته صحيفة البناء اللبنانية في عددها الصادر اليوم “انه بعد التوصل إلى اتفاق إطاري من قبل إيران ومجموعة خمسة زائد واحد في مدينة لوزان السويسرية حول الملف النووي الإيراني يضمن حق طهران في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية فإنه من الطبيعي أن نرحب بمثل هذا الاتفاق لأنه سيقود برأينا إلى تخفيف حدة التوترات القائمة في المنطقة وتأثير ذلك على الأمن والسلم الدوليين” مشددا على أن الجميع تأكد أن المسؤول الوحيد عن انتهاك قواعد عدم الانتشار النووي هي /إسرائيل/ والدول الغربية التي قدمت كل إمكانياتها لبناء ترسانات /إسرائيل/ النووية والكيميائية والبيولوجية منذ بداية الخمسينيات من القرن الماضي وحتى الآن.
وأضاف المقداد إنه “في الوقت الذي نترفع عن الشماتة بأدوات الغرب في المنطقة العربية التي وقفت في معركة الصراع على حق الدول النامية في تطوير مقدراتها العلمية واستخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية إلى جانب /إسرائيل/ فإننا لا نحمل جميع أشقائنا في دول الخليج مسؤولية هذا الخلل الفاضح في مواقفها الأخلاقية والسياسية تجاه الحق الذي مارسته إيران في بناء برنامجها السلمي النووي فإننا نقول: إننا لا نستغرب موقف آل سعود من هذه المسألة فهي مملكة الجهل والتخلف كما أنها مملكة التبعية للإرادات الغربية والصهيونية”.
ولفت المقداد إلى أنه في الوقت الذي اكتفت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بإرضاء أدواتها الخليجية بعقد اجتماع على مستوى القمة في كامب ديفيد بعد عدة أشهر من الآن من خلال جائزة ترضية رخيصة إلا أننا كنا نتمنى أن يقف هؤلاء مع حقنا كعرب ومع حقنا كدول نامية في تطوير قدراتنا العلمية والتكنولوجية النووية وغير النووية في مجالات الاستخدام السلمي.
وبين المقداد أن التعاون الذي أبدته سورية وإيران في التجاوب مع رغبات المجتمع الدولي سواءً أكان ذلك في تسليم المواد الكيميائية في سورية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية وإتلافها بالتعاون مع هذه المنظمة وفي تعاون إيران من خلال تقديم كل الضمانات اللازمة في إطار عدم تسليح برنامجها النووي يثبتان مرة أخرى صدق نوايانا التي تعتبر استخدام مثل هذه الأسلحة أمراً لا أخلاقياً ويتنافى مع قيم أدياننا وشعوبنا على عكس ما تدعيه الدول الغربية التي قامت أصلاً باختراع هذه الأسلحة وتطويرها واستخدامها سواء في الحربين العالميتين الأولى والثانية أو في إجراء التجارب الخاصة بهذه الأسلحة على أرضنا ما أدى إلى قتل الآلاف من أبناء شعبنا كما فعلت فرنسا في الجزائر أو في استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل الإدارات الأميركية ضد شعب فيتنام وغيره من شعوب الدول النامية.
وشدد المقداد على أنه آن الأوان كي تتوجه الجهود الدولية لنزع ترسانة كيان الاحتلال الاسرائيلي من أسلحة الدمار الشامل النووية والكيميائية والبيولوجية مؤكدا أن ما يشجع /إسرائيل/ وحلفاءها على الاستمرار بتعزيز برامج أسلحة الدمار الإسرائيلية واستخدام بعضها ضد الشعب الفلسطيني هو “هذا الموقف المتواطئ لصالحها من قبل بعض الأنظمة العربية وفي مقدمها النظام الوهابي السعودي الذي وجه كل حقده الطائفي الكريه لمحاربة الإسلام المعتدل وسخر طاقاته المالية والعسكرية للهجوم على أهلنا في اليمن لتدمير جيشهم ومعداتهم الدفاعية وللاعتداء على النساء والأطفال والشيوخ الآمنين في اليمن الشقيق من دون أي مبرر أو وازع ديني أو أخلاقي كما أن دعم النظام الطائفي السعودي لـ /داعش/ و/جبهة النصرة/ وتنظيمات القاعدة الإرهابية الأخرى وتمويله لتدريب الإرهابيين /المعتدلين/ على قتل السوريين يأتي في إطار الدور المرسوم أميركياً وإسرائيلياً لهذا النظام السعودي الأجير الذي كشف عن كل عداوته للعروبة وأصدقائها من دون تردد أو خجل”.
وأوضح المقداد أن سورية التي رحبت بالتوصل إلى الاتفاق الإطاري بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد وطالبت الدول الغربية بضرورة احترامه ورفع العقوبات الاقتصادية الظالمة وغير المبررة عن إيران” ترى في هذا الاتفاق فرصة أخرى أمام الدول الغربية للتراجع عن مخططاتها العمياء الداعمة لـ /إسرائيل/ والتوقف عن سياساتها الميكيافللية الداعمة للإرهاب والقتل وإطالة أمد الأزمة في سورية بهدف استنزافها وتحييدها عن الصراع العربي الإسرائيلي على طريق تصفية القضية الفلسطينية وكذلك الدفع بالسعودية في معركتها الظالمة على الشعب اليمني الشقيق بهدف إضعاف بنيته الاجتماعية وإذكاء روح المذهبية البغيضة”.
وختم المقداد مقاله بالقول “إن اي معركة لا تركز إلا على /إسرائيل/ هي معركة خاسرة تبعدنا نحن العرب وأصدقاؤنا عن مواجهة عدونا الرئيسي وهو /إسرائيل/ وليكن لنا نحن العرب في شكل خاص، درس من النجاح الذي حققته الجمهورية الإسلامية الإيرانية نستفيد منه على طريق توحيد طاقاتنا وجهدنا وإمكانياتنا لمحاربة عدونا الرئيسي/إسرائيل/”.