اللاذقية-سانا
أعلنت لجنة التحكيم في مسابقة مهرجان آذار للأدباء الشباب الذي أقامه فرع اتحاد الكتاب العرب في اللاذقية مساء أمس أسماء الفائزين في المسابقة عن مجالي الشعر والقصة.
ومنحت لجنة القصة في المهرجان المؤلفة من الأدباء عزيز نصار وصالح سميا الجائزة الأولى للكاتبة نور شيخ محمد عن قصة ضفيرة للحب والجائزة الثانية للكاتبة رغد جديد عن قصة الآن .. كان في انتظار صار فيما حجبت الجائزة الثالثة لتدني مستوى بقية القصص أو تجاوز المشارك السن المسموح بها أو للفوز بجائزة مهرجان اذار سابقا كما بينت اللجنة.
كما نوهت اللجنة بقصة قبلة ناعمة للكاتب أحمد صهريج التي تحدثت عما ترتكبه التنظيمات الإرهابية المسلحة على أرض الوطن من قتل ودمار وتخريب.
وبين تقرير لجنة القصة أن القصة الفائزة بالجائزة الأولى لغتها رشيقة وبسيطة وموحية وسليمة وهي مكتوبة بضمير المتكلم ولها طعمها الخاص تروي قصة فتاة مصابة بمرض السرطان وعندما تناولت الجرعة الكيميائية يتساقط شعرها ليعيدها لما كان يفعله أبوها معها عندما كان يقص شعرها عقوبة لها.
أما القصة الفائزة بالجائزة الثانية “الآن .. كان في انتظار صار” للكاتبة رغد جديد فاعتمدت فيها ضمير المتكلم وتحدثت عن صحفية كلفها رئيس التحرير كتابة مقالة عن الحب لنشرها في الجريدة التي تعمل بها وحين شعرت بحب وعطف من مديرها أحست بالحياة رغم تعاستها وذكرياتها المؤلمة عن تجربة حب سابقة.
وأشارت اللجنة إلى أن الادباء الشباب المشاركين في المسابقة يمتلكون أساليب فنية متطورة بينما يشكو البعض من الضعف اللغوي وحثت اللجنة هؤلاء الشباب على مواصلة الكتابة والابداع وتمنت أن تكون المعالجة أكثر نضجا وأن يولوا اهتماما بلغتهم وأن يطوروا تجربتهم الفنية.
أما لجنة الشعر المشكلة من الشعراء غسان حنا ومحمد وحيد علي وأيمن معروف فمنحت الشاعر فارس أحمد المركز الأول عن قصيدة بسملة والثاني للشاعر أمجد شحرور عن قصيدة برعم في أحشاء الخراب أما الثالث فذهب للشاعرة ماريا مرتكوش عن قصيدة حب مع وقف التنفيذ مناصفة مع الشاعرة فاطمة سعيد عن قصيدتيها قسوت علي وبحر الهوى.
وبين تقرير لجنة الشعر أن أغلب القصائد والنصوص المشتركة في المسابقة يصدر عن تجارب ذاتية لم تنل حظها من العمق والصياغة اللغوية والفنية الكافيين لكي تنتزع الاعتراف بها كمحاولات شعرية ناجحة كما أن التعاطي مع الموسيقا الشعرية لا يقوم على إدراك دورها الجمالي أو النفسي ولا يدل على الإلمام الوافي بعلم العروض ما دفع الأغلبية منهم إلى استسهال الكتابة بقصيدة النثر أو الشعر الحر.
واعتبرت اللجنة أن أجواء القصيدة الفائزة بالمركز الأول عنوانها بسملة تشي بأعماق شاعر عاشق متأمل بحث عن سعادة بلا قيود فيما وراء المحسوس المحدود.
وأوضحت اللجنة أن التجربة الثانية عنوانها برعم في أحشاء الخراب قصيدة من نمط الشعر الحر لكن افتقاد الموسيقا الخارجية من أوزان وقواف لم يمنع صاحب التجربة من توفير ما يشبه الموسيقا الداخلية ولعل هذا الخراب السائد فيما يراه حوله لم يمنعه من تلمس الأمل في برعم الحياة التي لا تستسلم لخرابها وأن جمالية التجربة متأتية من حركتها الداخلية رغم الإطالة في بعض التفاصيل والتداعيات الوصفية وخدش شاعريتها ببعض السردية الفائضة عن الضرورة .
أما التجربة الثالثة فعنوانها “حب مع وقف التنفيذ” للشاعرة ماريا مرتكوش وهي قصيدة عمودية مقيدة القافية تجري على البحر الكامل تقوم على مادة أولية من تجربة عاطفية تقف الأنثى فيها موقع المعاتب اللائم المتحدي ..الذي يرفض الهزيمة ويضرب موعدا مع زمن قادم وآخر.
التجربة الرابعة للشاعرة فاطمة سعيد بارود عبر قصيدتين أولهما بحر الهوى والتي كانت أنضج شعريا من قسوت علي كما رأت اللجنة حيث كان لهوى الأنثى الصوت الأعلى والملامح البارزة مع خلو التجربة من الخلل العروضي والضعف اللغوي وهذا تأسيس هام لمشروعية العمل وصيانة كيانه وتمنت اللجنة لو أن هذا البيت الذي جاء القصيدة تكرر كإبداع في أرجاء التجربة.
ونوهت اللجنة بقصيدة مسافر في حضرة تشرين للشاعر فؤاد دالي حيث ظهر في هذه التجربة شهرا تشرين وآذار يتبادلان المواقع يتساكنان حينا ويتهاجران حينا آخر.
وبينت اللجنة أن التجارب المتبقية تعثرت في نواح متعددة في التجربة الوجدانية الفجة المفتعلة وبالخيال المقصر واللغة المباشرة التقريرية مع الملاحظة الختامية أن الموهبة الشعرية غير نامية وأن رغبة الاشتراك تغلبت على قيمة الابداع.
يشار إلى أن دورة هذا العام من مهرجان آذار للأدباء الشباب حملت الرقم 32 وهي نشاط سنوي يقيمه فرع اتحاد الكتاب العرب في اللاذقية للمواهب الأدبية الشابة.
بشرى سليمان – نعمى علي