دمشق-سانا
اقتصرت المجموعة الشعرية للشاعر محمد حسن العلي بعنوان (قل للرصاصة)، على أسلوب الشطرين والالتزام باللغة والروي الملائم للمواضيع العاطفية والحماسية، من خلال رصد مواقف الجيش العربي السوري والشعب السوري في مواجهة الإرهاب والتصدي له والاستشهاد من أجل تراب الوطن.
ولعل أهم ما تضمنته مجموعة الشاعر العلي تصوير حالات الاستشهاد والمستوى الوطني والأخلاقي الذي تجسده الشهادة من أجل الوطن، وذلك من خلال انعكاس الواقع الحقيقي الذي استطاع الشاعر أن يصوره بعاطفة وجدانية صادقة كقوله في قصيدة قمة الأعلام:
شهيد راح يتلوه شهيد
لكل دجنة فجر جديد
سقينا قمة الأعلام حمرا
ومن حناء تخضر بيد
وفي قصيدته من أين أسكب دمعتي يشتعل الحزن والألم، بعد استشهاد صديق أولاده أيهم، الذي اغتاله الإرهابيون بكمين غادر مستخدماً البحر البسيط الذي تمكن من خلاله أن يعبر بتوازن وحرقة عما يجول في داخله، إضافة إلى حرف الميم الذي ختم فيه أبياته كروي مضموم يلائم الحزن والحماس والعاطفة فقال:
من أين أسكب دمعتي يا أيهم
من مقلتي.. من خافقي.. لا أعلم
فقد الشباب فجيعة لا تنتهي
وبناء صرح شامخ يتهدم
ويحرض الشاعر العلي ولده حيان الذي التحق بجيش الوطن ملبيا نداءه بكل رجولة واعتزاز دون خوف أو حزن، ليزرع فيه رغبة الشهادة أو يبقى الوطن كريما أبيا فقال:
جرد حسامك للوغا في الحال
وازرع بعزم شكيمة الرئبال
طهر ترابك من لئيم طامع
حصن العرين بهمة الأشبال
ويعتبر الشاعر في مجموعته الوطن أهم ما في الحياة وهو حافظ الكرامة وساكن الروح ومنبع القصيدة، ويستحق أن نفديه بدمائنا فيقول في قصيدة عمري:
وطن الروح يا قصيدة عمري
نغم الوجد في حنين غنائي
صيفك الدفء كان نبض قصيدي
معجم المجد في كتاب ضيائي
ولفلسطين مكان كبير في أدب الشاعر وفي حياته وجراحها تؤلمه ويهفو قلبه لتحريرها، فهي إلى جانب أرضه وترابه سورية، يقول في قصيدة جراح غزة:
جراح غزة في نفسي تؤرقني.. يجتاح عيني ليل كله سهد.. هنا دمار هنا موت.. هنا ألم وغصن ليمونة يبكي ويرتعد..
يذكر أن كتاب (قل للرصاصة) من منشورات اتحاد الكتاب العرب ويقع في 123 صفحة من القطع المتوسط، صمم غلافه وأخرجه وفاء الساطي.
محمد خالد الخضر
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency