أفقدها قدمها لكنها هزمته.. نور السيد وحكايتها مع مرض السرطان- فيديو

حمص-سانا

“السرطان أخذ مني أمي وأفقدني قدمي، لكنني كنت أقوى منه وانتصرت عليه، وبعد تجاوز فترة العلاج والنجاة أصبحت أكثر طموحاً وقوة”، بهذه الكلمات التي تحمل في طياتها الكثير من الألم والأمل، تروي الشابة نور السيد من حمص حكايتها مع مرض السرطان.

الشابة نور التي فقدت أمها وهي صغيرة جراء إصابتها بالسرطان، بينت في حديثها لمراسلة سانا أنها عندما كانت في عمر الـ 11 عاماً عانت من ألم بمنطقة فوق الركبة فأخبرها الدكتور بعد تصويرها بأنها كتلة ليفية، وبعملية جراحية لا يبقى أثر للألم ويتم الشفاء منها فخضعت للعملية، ولكن بعد فترة زمنية بدأ الورم يعود للمنطقة من جديد والألم أكثر، فقامت بمراجعة الطبيب المعالج وإجراء تحاليل وصور كثيرة لتشخيص الحالة إلى أن ثبت أن لديها ما يعرف بسرطان العظام والحل الوحيد هو بتر الرجل من الركبة.

وتضيف الشابة نور: “في البداية حالتي النفسية أصبحت صفراً مع علمي بأن رجلي ستتعرض للبتر، ولا يمكنني إتمام حياتي الطبيعية ولا أمل للعودة إلى ما كنت عليه وأنا بكامل أجزاء جسمي، ولكنني كنت مضطرة لإجراء العملية ومتابعة العلاج، فاستجمعت قواي وخضعت لعملية البتر وما يتبعها من علاج بالجرعات الكيماوية، للقضاء على انتشار المرض نهائياً وذلك لفترة ست سنوات إضافة إلى العلاج بالأشعة، ما أثر سلباً علي وأتعبني وآلمني نفسياً وجسدياً وفقدت شعري واعتزلت لفترة كل شيء”.

تتابع نور: “بإرادتي وثقتي بنفسي استطعت أن أتخطى كل الأفكار السوداء التي رسمتها نظرات الشفقة علي من قبل الناس”، فواجهت واقعها بقوة، وبعد الانتهاء من فترة العلاج قررت نور متابعة حياتها الطبيعية متسلحة بالأمل والصبر والاطمئنان، فعادت إلى دراستها ونالت شهادة التعليم الاساسي، ما شجعها أكثر لمواصلة دراسة الشهادة الثانوية، حيث تطمح لدراسة اختصاص الإرشاد النفسي الذي تجد فيه ذاتها ومسؤوليتها الإنسانية وفق تعبيرها ولا سيما تجاه تقوية مرضى السرطان، وخاصة الأطفال لتشجيعهم وتحفيزهم على تخطي الألم وزرع الأمل والثقة فيهم.

وتتوجه نور بالتقدير والعرفان لعمتها التي كانت الداعم الحقيقي في قصة مرضها حتى نجاتها من هذا المرض، حيث رافقتها في رحلة علاجها وكانت لها الأب والأم وكل شيء في حياتها بعد الظروف الاجتماعية القاسية التي ألمت بها منذ طفولتها وحرمانها من أمها.

كما قدمت لها جمعية بسمة لدعم الأطفال المصابين بالسرطان كل الرعاية والعلاج اللازم، وتطوعت نور لاحقاً للعمل مع فرع الجمعية السورية لمكافحة السرطان بحمص بعد أن قدمت لها الجمعية كل الدعم المعنوي والرعاية الاجتماعية، كما انتسبت إلى نادي السلام للرياضات الخاصة لمتابعة حياتها الطبيعية.

وحثت الشابة نور الجميع على إجراء فحوص التقصي المبكر عن مرض السرطان ضمن الحملة الوطنية التي تجري حاليا في حمص للاطمئنان على صحتهم، فلا داعي للخوف من هذا المرض، كما تقول داعية بالشفاء لكل مرضى السرطان وبأن يكونوا دوماً أقوى منه.

بدوره رئيس فرع الجمعية السورية لمكافحة السرطان بحمص والمتخصص بالتشريح المرضي الدكتور أحمد زاهي الشواف وصف نور “بالشابة المكافحة” آملاً بأن تكون مثالاً للجميع، حيث تم في عام 2015 تشخيص مرضها وخضعت لعملية بتر وتلقت العلاج في عدة مراكز منها فرع الجمعية ومشفى الأطفال والبيروني وجمعية بسمة، وهي الآن قد شفيت من المرض فنسبة الشفاء طبياً تحدد بعد مضي خمس إلى عشر سنوات على العلاج، مبيناً أن أورام العظام واحدة من أصعب الأورام ونسبة الشفاء فيها عالية إن تم تشخيصها باكراً.

وأشار الدكتور الشواف إلى المشاركة الفاعلة لكوادر الجمعية في الحملة الوطنية للتقصي عن السرطان بحمص حالياً، مبيناً أن أحد أهداف الجمعية تعزيز ونشر التوعية بمرض السرطان لمختلف الشرائح الاجتماعية.

تمام الحسن

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

بوتين: روسيا اقتربت من إنتاج دواء فعال ضد مرض السرطان

موسكو-سانا أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن العلماء الروس يقتربون من إنتاج لقاحات فعالة