الشريط الإخباري

المعهد العالي للموسيقا: البوابة الأوسع لتعليم آلة العود أكاديميا

دمشق-سانا

انطلقت أهمية المعهد العالي للموسيقا بتطوير آلة العود ابتداء من تأسيسه عام 1991، حيث كانت هذه الآلة ضمن اختصاصات المعهد فغير من منهجية تعلمها من خلال تأليف منهاج لها يوازي منهاج الآلات الوترية الأخرى، إضافة لمرافقة عزف العود للبيانو بأعمال موسيقية آلية تم تنظيمها ضمن الدراسة الأكاديمية.

وبات قسم آلة العود يتطور عاماً بعد عام بالتزامن مع تقدم عدد كبير من الطلبة إلى هذا الاختصاص، إلا أن الطاقة الاستيعابية للمعهد تفرض عدداً محدداً من الطلبة وهو ما تحدده شروط القبول على أن يكون المتقدم متمكناً تقنياً بشكل عال من ناحية العزف، إضافة إلى معايير تتعلق بالإحساس والعاطفة وترجمتها مع الموسيقا والفهم للمقامات وامتلاك الأدوات المناسبة.

وقدم المعهد مشروعاً بإشراف رئيس قسم الموسيقا العربية الموسيقي القدير محمد عثمان أبرز فيه عازفي العود والبزق في سورية والوطن العربي، وجعل من آلة العود الشرقية تعزف جميع أنواع الموسيقا، كما شكل رباعي العود السوري الذي يعد إنجازاً في تصدير الأفكار الخلاقة والمبدعة لتطوير آلة العود بشغف والمحافظة عليها، وخاصة ضمن الأجواء الموسيقية السائدة.

كما شكل أساتذة المعهد فرقة (خماسي الموسيقا من روح الشرق) التي تكتب موسيقا خاصة بهذه الآلة، بهدف استمرار تواجدها مع آلة القانون وباقي الآلات الشرقية من جهة، والحفاظ على قوالب الموسيقية الشرقية من ناحية التأليف.

ويتيح المعهد للطلاب بعد تخرجهم الخطوة الأولى بطريق مشروعهم المهني نحو الاحتراف من خلال إقامة حفلات على مسارح دار الأسد للثقافة والفنون، ويكون حفل التخرج ختام سلسلة الحفلات التي يقدمها المعهد للطلاب كل عام، ومنحهم خبرة الصعود على المسرح وإيصال إحساسهم وإمكانيتهم للجمهور، فهذه المرحلة تعد خبرة مختلفة لا يكتسبها العازف سوى بهذه الطريقة.

ومنذ تأسيس المعهد كان العود حاضراً بتجارب موسيقية مع الأوركسترا، أثبتت نجاحها بأسلوب مبهر على أياد سورية شغوفة بتطوير جميع مجالات هذه الآلة، وتحديداً من ناحية التدريس، وكان منهم الموسيقيون نوري إسكندر وكمال سكيكر، ناهيك عن تقديم الموسيقي محمد عثمان كتاباً من جزأين لأهم التدريبات على هذه الآلة.

وتحافظ آلة العود على وجودها مع العديد من الفرق وطلاب المعاهد التابعة لوزارة الثقافة سواء في دمشق أو المحافظات، في ظل إصرار كبير من أهالي الطلاب لتعليمهم على هذه الآلة التي تعد جزءاً من ثقافتنا وتاريخنا الإنساني.

وفي حديث مع سانا قال عميد المعهد العالي للموسيقا المايسترو عدنان فتح الله: “اعتمدنا من خلال دراسة آلة العود في المعهد ببعض السنوات على تدريبات تقنية وأعمال من الموسيقا العربية وإعدادها لكي تناسب خصوصية هذه الآلة ما يجعل من عازف العود خريج المعهد الذي يدرس جميع العلوم الموسيقية النظرية والعلمية يمتلك إمكانيات ومهارات تقنية عالية في العزف وإيجاد الحلول الموسيقية من خلال التمارين، إضافة لسماعه لأعمال تقدم على آلة العود ويرافقها البيانو، وهذا الأمر يحسن لديه الإيقاع والتناغم مع الآلات الأخرى”.

وحول تصنيف عازف العود السوري أكاديميا لفت المايسترو فتح الله إلى أنه في مجال العزف على العود يتخرج الطالب بتقنيات عالية، إضافة إلى إعداده أعمالاً من الموسيقا الكلاسيكية على آلة العود، ما جعل سورية من البلدان القليلة التي تدرس هكذا منهاج، ويعود الفضل بذلك للخبير الأذربيجاني عسكر علي أكبر الذي كان متواجدا في المعهد عام 1993، وبقي لمدة تزيد على عشرين عاماً، فحمل هذا المنهج معه وغير فكر التعليم على هذه الآلة وترك الكثير من الأعمال التي ما زالت قاعدة أساسية في التعليم بالمعهد.

وأوضح المايسترو فتح الله أن ورشات العمل التي تقام بشكل دوري شكلت فرصة حقيقية للطلاب ومن خلالها جاء العديد من كبار الموسيقيين لزيارة المعهد وتقديم أفكارهم وتجاربهم ومشاريعهم الخاصة بهم، حيث يقوم الموسيقي بتلخيص هذه التجربة بثلاث ساعات ويمنح خلاصة معارفه للطلاب، ومنهم زيارة عازف العود العالمي الأول الراحل منير بشير الذي زار سورية ونثر إبداعه بحفل موسيقي في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق وكذلك الموسيقي خالد محمد علي.

وأكد فتح الله أن الكثير من العازفين السوريين ساهموا بإغناء المكتبة الموسيقية السورية ورفدوها بأعمال للعود بصحبة البيانو، كذلك قدموا أعمالاً  للآلة بمرافقة الأوركسترا، ما غير النظرة تجاه هذه الآلة حتى أصبح لها منهجا وتمارين وخصوصية.

وأشار المايسترو فتح الله لوجود ورشة صيانة الآلات الوترية التي تعمل على الحفاظ على جاهزية الآلات الموجودة في المعهد، فيتم صيانتها من قبل خبراء مختصين كالخبير الموسيقي عيسى عوض.

وعن سبب اختصاصه بآلة العود يسرد فتح الله في ختام حديثه أنه نشأ في بيئية موسيقية لها باع طويل وعلاقة مميزة مع الموسيقا الشرقية وآلة العود تحديدا، حيث قال: “لم اتخيل أني أستطيع ترجمة مشاعري إلا عن طريق آلة العود وبقي صديقي الوفي وألفت الكثير من القطع لهذه الآلة وأطلقت عليهم أسماء مثل (عاطفة وسماعي نهاوند من وحي دمشق ولونغا حجاز)، وكان لي تجربتي مع الأوركسترا وحالياً أكتب تجربة ثالثة مع الفرقة السيمفونية الوطنية مؤلفة من حركتين، انطلاقاً من حرصي على أن يبقى العود حاضراً ليترنم على أنغامه العديد من الأجيال القادمة”.

شذا حمود وأماني فروج

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

توقيع مذكرة تفاهم بين المعهد العالي للموسيقا والمعهد الموسيقي الحكومي الأرمني

يريفان-سانا وقع المعهد العالي للموسيقا والمعهد الموسيقي الحكومي الأرمني (كوميداس) مذكرة تفاهم بهدف زيادة التعاون …