الشريط الإخباري

إسرائيل حاضنة الإرهاب.. بقلم: ناصر منذر

الاعتداءات الإسرائيلية على سورية لم تتوقف طوال سنوات الحرب الإرهابية، فالعدو الصهيوني كان ولم يزل جزءاً أساسياً في منظومة العدوان والإرهاب، وهو يتدرج باعتداءاته الغاشمة محاولاً منع سورية من استعادة عافيتها، وتحييد دورها الفاعل والمؤثر، لما تشكله من حائط صدّ قوي أمام مشاريعه العدوانية في المنطقة.

نتنياهو العائد للتو إلى السلطة، يضيف سبباً إضافياً لنزعته الإرهابية تجاه سورية، يتمثل في الهروب إلى الأمام لصرف النظر عن تصاعد المقاومة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتنامي قدرات محور المقاومة في المنطقة، حيث تأتي العمليات البطولية الفردية، – وآخرها عملية سلفيت – لتعمق أزمة تشكيل حكومة الاحتلال الجديدة، ولا سيما أن حدة الانقسامات الحزبية تتفاقم داخل الكيان الإسرائيلي، وتسهم في عرقلة خطط نتنياهو لتشكيل حكومته اليمينية المتطرفة.

واضح أن نتنياهو يحتاج إلى دعم إدارة بايدن لتخطي عقبات تشكيل حكومته، وجاء الاعتداء الإسرائيلي الأخير على بعض النقاط في المنطقتين الوسطى والساحلية، ليؤكد من خلاله نتنياهو أنه مستعد أن يقدم لإدارة بايدن الخدمات ذاتها التي كان يقدمها لترامب سابقاً على صعيد استكمال الحرب الإرهابية على سورية، ولا سيما أن هذا الاعتداء تزامن مع استعادة السيطرة على حي طريق السد بدرعا بعد القضاء على العشرات من إرهابيي (داعش) المدعومين من إدارة بايدن، وكذلك يريد نتنياهو أن يثبت أنه سيواصل التنسيق مع نظام أردوغان لحماية ما تبقى من تنظيمات إرهابية، ما زالت الولايات المتحدة تعول عليها لمواصلة استنزاف قدرات الدولة السورية.

الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة كلها تصب في إطار حماية التنظيمات الإرهابية، إذ إن المعركة التي يخوضها الجيش العربي السوري ضد فلول إرهابيي (النصرة) و(داعش) هي المعركة ذاتها ضد العدو الصهيوني، فلطالما سارعت حكومة العدو الصهيوني لنجدة مرتزقتها على الأرض، بالعدوان العسكري المباشر على مواقع الجيش، أو من خلال سحب المصابين من إرهابييها إلى

مشافي الاحتلال داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة لمعالجتهم، وإعادتهم إلى أرض المعركة، ومن هنا فإن الاعتداءات الصهيونية تأتي في سياق مواصلة نهج العربدة على سورية، وإبقائها في دائرة الضغوط العسكرية والسياسية والاقتصادية القصوى، باعتبارها البوابة الرئيسية لاستهداف المنطقة كلها، ولكن نتنياهو سيخطئ بحساباته مجدداً، فسورية تزداد صموداً وقوة، وهي أكثر عزماً وتصميماً على مواصلة تحقيق إنجازاتها بدحر الإرهاب وداعميه، وهي قادرة على وضع حدّ لأعمال البلطجة والترهيب التي يتمادى العدو الصهيوني في ارتكابها.

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

ارتدادات الفشل.. بقلم: ناصر منذر

التطورات المتسارعة في المنطقة، والتحولات الجارية لمصلحة شعوبها وأمنها واستقرارها، تعكس بشكل واضح فشل