الشريط الإخباري

أميركا تخادع وأوروبا تناور بقلم: ناصر منذر

الدعوات الأميركية والأوروبية الأخيرة بشأن ضرورة البدء بإجراء مفاوضات بين روسيا وأوكرانيا تشير بشكل عام إلى أن المزاج الغربي يميل نحو إنهاء الحرب الدائرة في أوكرانيا، وربما بدأت الدول الغربية تشعر بارتدادات الصدمة الناتجة عن تداعيات تلك الحرب، سواء على الصعيد الأمني، أم على الصعيد الاقتصادي، الأمر الذي جعل الشارع الأوروبي يتململ، ويتجه نحو تصعيد احتجاجاته ضد سياسة حكوماته، بسبب انخراطها في هذه الحرب، عبر ضخ الأسلحة والأموال للنظام النازي في أوكرانيا.

الإعلام الأميركي يتحدث أن خارجية إدارة بايدن تحضر الأرضية لمفاوضات محتملة بين روسيا وأوكرانيا، فيما تتكرر الدعوات الأوروبية – وآخرها الفرنسية والنمساوية والألمانية- لضرورة تكثيف المساعي الدبلوماسية وضمان جلوس جميع الأطراف حول طاولة المفاوضات، ولكن هذه الدعوات لا تقترن بإجراءات ملموسة على أرض الواقع، وإنما يصاحبها سيل من التهديدات ضد موسكو، وتسبقها سلسلة من الشروط التعجيزية لا تراعي متطلبات الأمن القومي لروسيا، ولا تراعي أيضاً المتغيرات الحاصلة على الأرض، ويسعى الغرب أيضاً لتحميل روسيا المسؤولية الكاملة عن نشوب الحرب، ويتجاهل أنه المسبب الرئيس لها، ما يعني في النهاية أن الدعوات الأميركية والأوروبية للحوار هي مجرد فقاعات للاستهلاك الإعلامي فقط، وهذا ما سبق وعبرت عنه موسكو بكل وضوح.

واشنطن تدّعي أن موقفها يتمثل في أن أوكرانيا هي التي تحدد شروط المفاوضات، وأنها لن تناقش الشأن الأوكراني دون مشاركة كييف في ذلك، ولكن الشروط التي طرحها رئيس النظام الأوكراني فلاديمير زيلينسكي في خطابه عبر الإنترنت أمام قمة مجموعة العشرين في أندونيسيا، هي شروط أميركية بحتة، لا تراعي المصلحة الروسية، وهذه الشروط تعكس أمراً واحداً، هو أن ما عجزت الولايات المتحدة وأتباعها الأوروبيون في الحصول عليه من خلال الحرب، تريد تحقيقه عبر المفاوضات، علماً أن واشنطن كانت قد عطلت المفاوضات السابقة بين موسكو وكييف التي جرت بعد بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة، وكانت تلك المفاوضات قد وصلت لمراحل متقدمة، ولكن نتائجها لم ترق للولايات المتحدة وشركائها الأوروبيين حينذاك. الغرب الجماعي أعلن مراراً أنه يسعى إلى هزيمة روسيا في هذه الحرب، وغلب الحل العسكري على مبدأ الحوار والتفاوض، وهو حتى الآن يركب رأسه بإصراره على هزيمة روسيا، ولا يمكن تفسير دعواته للحوار والتفاوض اليوم سوى من باب الخداع والمناورة، حيث إن الشتاء على أبواب أوروبا، والقارة العجوز أكثر حاجة للطاقة الروسية من أي وقت مضى.

انظر ايضاً

دعم واشنطن للعدوان الإسرائيلي.. وحساب الربح والخسارة!… بقلم: جمال ظريفة

لا وصف لما منيت به السياسة الأمريكية في الآونة الأخيرة بعد الانخراط بالعدوان على غزة …