واشنطن وتجارة الدم.. بقلم: ديب حسن

لا يخفى على المتابع أن واشنطن قد تخلّت منذ فترة من الزمن عن خوض حروب مباشرة، وبدأت تعمل وفق استراتيجية جديدة حلّت محل العدوان المباشر..

هي جعل الحلفاء أو الأصح أتباعها يخوضون الحروب بالنيابة عنها، وهذا ما نراه في الكثير من مناطق النزاع التي أشعلتها واشنطن، وعملت فوراً للتدخل باسم الإنسانية وتقديم النصح، وفي الخفاء تمدّ أتباعها بالسلاح..

وفي هذه الاستراتيجية الجديدة لا بدّ من أن يدفع حلفاؤها ثمن ما تقدّمه لهم سواء كان سلاحاً أم حماية، كما تدعي امبراطورية بدأت توظف فائض القوة إلى تاجر دم وموت وحروب، لا شيء دون ثمن، هذا لم يتوقف يوماً ما عند الإدارات الأميركية، لكنه أصبح أكثر وضوحاً منذ إدارة ترامب وما فعله مع السعودية، وها هو اليوم يكتمل مع بايدن وقد رسخته الحرب في أوكرانيا، كما تقول المعطيات المسربة من اجتماعات سابقة مع بعض قادة الغرب، فقد قال ترامب: (لن نقدّم الحماية إلى حلفائنا إذا لم يزيدوا حصتهم في ميزانية الناتو)، إذ أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أنّه خلال فترة رئاسته أفهم زملاءه من دول الناتو أنّ الولايات المتحدة الأميركية لن تحميهم من روسيا إذا لم يزيدوا حصّتهم في ميزانية الناتو.

وقال ترامب: إن أحد رؤساء دول الناتو اقترب خلال اجتماعٍ، وسأل عمّا سيحدث إذا هاجمت روسيا الحلف.

فأجابه: إذا كنت عاجزاً عن الدفع فلن تحصل على الحماية.

وتابع ترامب: تمكّنت في اليوم التالي، وبعد هذه المحادثة من الاتفاق على زيادة تمويل الناتو بمقدار 400 مليار دولار.

وفي وقت سابق، حضّ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن دول الناتو على إنفاق أكثر من 2% من الناتج المحلي الإجمالي فيها على الدفاع، في ظلّ الصراع في أوكرانيا.

ولهذا ليس مستغرباً أن شعوب أوروبا بدأت تعي أن حكومات بلدانها ليست إلا دمى بيد واشنطن، وأن الخزانة الأميركية التي تفرض العقوبات على الاتحاد الروسي إنما تعاقب أوروبا أيضاً، ولكنّها بالوقت نفسه تجني الأموال من وراء ذلك، إنها تجارة الحروب، تجارة الدم، وهي الأكثر قذارة عبر التاريخ.

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

ما وراء طرح دولة منزوعة السلاح ..؟ بقلم: ديب حسن

أخفق العدوان الصهيوني في غزة وعرى الكيان العنصري أمام العالم كله، ومعه الغرب الذي يضخ …