دمشق-سانا
أعلن منتدى يا مال الشام نتائج مسابقته الأولى لعام 2015 والتي تنافس فيها خمس وثلاثون شاعرا تقدموا بقصائد كتبت بأشكال شعرية متنوعة خلال احتفال أقيم في دمشق القديمة مساء أمس.
وفاز بالجائزة الأولى الشاعر الدكتور محمد سعيد العتيق عن قصيدته “طفل الرصيف” وفاز بالجائزة الثانية مناصفة الشاعر جمال المصري عن قصيدته وما تعني من وجعي مع الشاعر يوسف قائد عن قصيدته قيامة الشام أما الثالثة فكانت مناصفة بين الشابتين سوزان علي وعلا حسامو كما تخلل حفل توزيع الجوائز بعض الأغاني التي قدمها الفنان فهد محمد لمجموعة من الفنانين السوريين.
وقالت الدكتورة ميادة اسبر عضو لجنة التحكيم خلال كلمة اللجنة اخترنا بعض النصوص وليس في ذلك انتقاص لمستوى التجربة الإبداعية للمشاركين ولكنه تحفيز لصقل التجربة وإنضاجها وفتح لباب الإبداع بكل طاقاته وقدراته التي قد تستثيرها الرغبة في الوصول إلى اثبات مجد الكلمة الشعرية.
واعتبرت أن كل من شارك لديه فيض من العطاء والإبداع وأن اللجنة تفاعلت مع نصوص في طور التأسيس لحساسية جديدة استطاعت برهافتها أن تتشرب الحدث التاريخي وتلبسه بعدا جماليا في مدة زمنية أثبتت فيها أن الأدب قادر على مواكبة التحولات التاريخية مهما بلغت من الحدة والشدة في رؤية تجمع الإنساني والواقعي والجمالي في آن معا.
وتضمنت قصيدة العتيق الفائزة بالمرتبة الاولى والتي جاءت بعنوان طفل الرصيف مأساة واقع الأطفال بعد الحرب الارهابية على سورية وفق شكل حديث دخل فيه بأسلوب القص الشعري وموسيقا البحر الكامل التي دفعتها العاطفة الإنسانية مسببة في كتابة النص فقال..
” ما قيمة الشعر المنمق والصور إن فاته هم البشر ما غاية النثر المغلف بالورق والشعر غادره الألق..وعلى رصيف الموت تغتال.. الطفولة والبراءة والعفافالشمس تنكر ظلها .. والنهر يفتقد الضفاف طفل جميل حالم مثل القمر .. تلهو به كف القدر”.
أما القصيدة التي فازت بالجائزة الثانية للشاعر يوسف قائد جاء مكوناتها ودلالاتها وعاطفتها ونسجها البنيوي في فضاء الشام التي دفعته إلى كتابة القصيدة نظرا لما تمتلكه في قلبه من مكانة وحب حيث أبحر في البحر البسيط معتمدا حرف السين رويا للنص الذي جاء فيه..
“أين القيامة والأجراس يا عيسى .. مازال آدم فوق الأرض محبوسا
مازال دمعي ومرسال الحنين معي .. وليس عذرك يا من غبت ملموسا
آمنت بالشام حتى صرت آيتها .. وخلت كل سفين البحر ابليسا”.
أما جمال المصري الذي فاز مناصفة بالجائزة الثانية فقال في قصيدته التي تحدث فيها عن دمشق ومدى أهميتها كرمز وطني في حياة السوريين..
دمشق حنين عاشقة لرعشة حبها الأول لقبلتها التي وقفت على الشفتين من خجل ولم ترحل.
في حين جاءت قصيدة “على باب المدينة” لسوزان علي والتي أخذت نصف الجائزة الثالثة بعيدة عن المناخ الشعري تدور في فلك النثر الذي كان في مطلعه متألقا وراقيا ثم تراجع في النصف الأخير من القصيدة فقالت..
“يا اسمي .. يا خرزة أمي الزرقاء على العتبة .. يا خصلة خرنوب
برية .. مطوية بوجع إيماءة أخيرة داخل منديلك الأبيض” .
كما كانت قصيدة علا حسامو التي فازت بالصف الثاني من الجائزة الثالثة بعنوان هلوسة مليئة بالرصد الاجتماعي والانساني وبأسلوب النثر حيث قالت..
“هلوسة
عندما تضحك
يمد المارة محفظاتهم ويفرغونها في يد الشحاد الصغير
الشحادِ الذي يقف مذهولاً بلا حراك
وحين يدرك ما حدث
يهرع إلى بسطة العلكة
يلم كل ما عليها ويفرد بدلاً منها”.
وفي كلمته قال الشاعر توفيق الأحمد نائب المدير العام للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في الآونة الأخيرة اشتغل الإعلام ولاسيما المرئي على مواكبة التحولات الإبداعية والثقافية ورصدها بشكل قريب من الكامل وذلك بهدف إعطاء الفرصة لكل الشرائح الإبداعية بأعمارها المختلفة فصارت الوسائل الإعلامية تذهب بشكل مباشر إلى حيث يكون النشاط وهذا ما نعمل على تفعيله بشكل أوسع.
وختم مدير ملتقى يا مال الشام أحمد كنعان بالقول الشاعر الحقيقي “على تنافس دائم مع نفسه ومع الجمال” اما المسابقات فهي مجرد انعاش وتحفيز على الابداع ودعوة للتلاقي والاصغاء .. نبارك لمن فاز ويجب الاخذ بعين الاعتبار ان المسابقة كانت من خلال نص للشاعر وليست تقييما لكل منجزه الشعري لافتا إلى الحضور الواضح للأصوات الشعرية الجامعية الشابة خلال الفعالية.
يذكر أن لجنة التحكيم تألفت من اسكندر حبش محرر ثقافي في جريدة السفير وميادة اسبر استاذة الدراسات الأدبية بجامعة البعث وخليل صويح أديب وناقد وبيير أبو صعب إعلامي لبناني كما كان للجمهور عشرين علامة منحها بالتصويت.