نسرين حيدر… قصة تحد تصنع واقعاً

طرطوس-سانا

(الانتصار على البطالة والجهل بالعلم والعمل.. وتغيير نظرة المجتمع تجاه ذوي الإعاقة يكون بإفساح المجال لهم للعمل والتعبير عن قدراتهم، عبر مشاركتهم بأسواق العمل والتعبير عن جمالية الرؤى والأفكار وتنفيذها على أرض الواقع بمشاريع صغيرة)، هكذا بدأت نسرين حيدر حديثها لمراسل سانا عن مشروعها الخاص الذي تحدت به إعاقتها.

ظروف الإعاقة التي تعاني منها نسرين ذات الـ 40 عاماً من قرية حريصون في بانياس لم تمنعها من متابعة حياتها وتأسيس مشروعها الصغير الخاص بصناعة الحقائب النسائية الذي تحول لمصدر دخل يؤمن لها فرصة عملها التي تحلم بها.

نسرين التي ولدت وهي تعاني مرضاً وراثياً “اضطرابات بالأطراف الأربعة” أو ما يعرف بتقزيم القامة، أنهت دراستها في المرحلة الثانوية “فنون نسوية” ومكثت في المنزل لفترة طويلة كونها غير قادرة على العمل في مجالات غير مناسبة لها لصعوبة الحركة والتنقل، لتدرك لاحقاً أن عليها امتلاك الإرادة والأمل ورفض العجز والفشل، فباشرت بصناعة الحقائب النسائية متحدية الظروف التي تحيط بها، ومستفيدة مما تعلمته من المبادئ الأساسية للخياطة من خلال دراستها للفنون النسوية، وإصرارها على إثبات ذاتها وتنمية قدراتها، بدعم من عائلتها والأصدقاء.

تصنع نسرين حقائب بأحجام وألوان مختلفة مستفيدة من توالف البيئة أو بقايا أقمشة تحيكها لساعات طويلة في منزلها دون كلل أو ملل بحس فني جميل وإبداع… لتقوم بعدها بعرض منتوجاتها عبر صفحتها الشخصية على الفيس بوك، مشيرة إلى أنها تعرض منتجاتها حالياً داخل سوق المهن اليدوية بمحل خاص بها، حيث تعتبره بارقة أمل وولادة أخرى للحياة تعمل من خلاله لبيع منتوجاتها بأسعار مناسبة تعيل بها نفسها، رغم الصعوبات التي تواجهها في التنقل وغلاء المواد.

وختمت نسرين حديثها بقولها: “لقد كان إصراري على تحدي نظرة المجتمع السلبية تجاه ذوي الإعاقة سبباً كافياً لتطوير نفسي، وأي إنسان عليه الانطلاق من نفسه وكل إنسان لم يخلق على وجه الأرض عبثاً فعليه ألا يخذل نفسه وأن يعمل لنفسه ولعائلته ولوطنه”.

ذوالفقار أبوغبرا

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgenc

انظر ايضاً

تكريم عمال ورياضيين من ذوي الإعاقة بالسويداء

السويداء-سانا كرم فرع الجمعية السورية للمعوقين جسدياً في السويداء اليوم عمالاً متميزين من ذوي الإعاقة،