الشريط الإخباري

صناعة الزبيب… موروث حافظ على حضوره في الساحل السوري

اللاذقية-سانا

يحرص العديد من العائلات الريفية في محافظة اللاذقية على إحياء صناعة الزبيب والحفاظ عليها، كونها تعد من العادات القروية الموروثة من خلال تجفيف ما تبقى من عناقيد العنب المتدلية من العرائش، وتخزينها كمؤونة لفصل الشتاء.

وقالت فاتن سلمى أم آصف التي تقطن بريف اللاذقية في تصريح لمراسلة سانا: إن مطبخها لا يخلو من الزبيب نظراً لقيمته الغذائية العالية وفوائده الصحية، وغناه بالفيتامينات والمعادن، حيث يمد الجسم بالطاقة والسعرات الحرارية، ويساعد على مقاومة البرد في الشتاء.

أم آصف التي اعتادت على مساعدة والدتها في صناعة الزبيب، عندما كانت يافعة وبعد زواجها تحرص على الاستمرار بما تعلمته من والدتها، وتوريثها لأبنائها للحفاظ على هذا التقليد العائلي.

وعن مراحل هذه الصناعة القديمة أشارت أم آصف إلى أن البداية تكون بجمع عناقيد العنب الناضجة في سلة القش، ثم فرزها يدوياً للتخلص من الثمار التالفة حتى لا تفسد نوعية الزبيب وطعمه، حيث يترك قسم منها على شكل عنقود، بينما يتم فرط الحبات السليمة من العناقيد الأخرى تليها مرحلة الغسيل بالماء والخل لتنظيفها من الشوائب والغبار العالق عليها، وقتل الجراثيم والفطريات، ثم السلق وغمر العنب أو حباته في مياه دافئة ممزوجة ببيكربونات الصوديوم وزيت الزيتون مدة دقيقتين لمنحها لمعانا براقاً، ومنع التصاق الحبات ببعضها البعض.

وتابعت أم آصف شرح المرحلة النهائية وهي التجفيف ونشر العناقيد على نسق واحد، وعدم تراكمها فوق بعضها، فيما تفرش الحبات على أطباق مغطاة بقماش قطني نظيف عدة أيام تحت أشعة الشمس، مع تقليبها بكل الجهات حتى تجف بالدرجة المطلوبة، ليصار إلى جمعها، وتخزينها في أكياس بلاستيكية أو في مرطبانات زجاجية، وحفظها في الثلاجة لحين الاستخدام.

واختتمت أم آصف حديثها بالقول: إن تحضير الزبيب عملية سهلة غير مكلفة ليس فيها مشقة أو عناء، إنما يلزمها الخبرة والباع الطويل على اختلاف مراحل العمل، وأهمية الحفاظ على نظافة المنتج، وحمايته من الغبار والحشرات، خلال مرحلة التجفيف بشكل خاص، مشيرة إلى قلة عدد الأسر في ريف اللاذقية التي تصنع الزبيب، والتي تقتصر على تلبية احتياجاتها المنزلية من هذه المادة القيمة، بينما لا يزال يفضل الكثيرون شراءها جاهزة من المحال التجارية.

رشا رسلان

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

صناعة الزبيب في الساحل السوري

تصوير: نجم ناصر