دمشق-سانا
تركزت الندوة الحوارية التي أقامتها نقابة المعلمين والاتحاد الوطني لطلبة سورية فرع جامعة دمشق بالتعاون مع وزارة الصحة في مدرج كلية الطب البشري حول سبل الوقاية من مرض التهاب الكبد الفيروسي “ا” والاجراءات الخاصة بالمريض والبيئة المحيطة به.
وتحدث معاون مدير الأمراض السارية والمزمنة بوزارة الصحة الدكتور هاني اللحام عن الأعراض والعلامات السريرية للمرض الذي غالبا ما يبدا بشكل مفاجئ لدى البالغين ويمر بمرحلتين الأولى “المرحلة البادرية” وتبدأ بحمى وتوعك مع فقدان الشهية وغثيان وإنزعاج بطني بالربع العلوي الأيمن من البطن وأحيانا إقياء وإسهال وتحول لون البول للبني والاخرى تبدا بعد عدة أيام وتتميز بظهور اللون اليرقاني وضخامة الكبد والطحال.
وأشار الدكتور اللحام الى ان شدة المرض تتراوح بين مرض بسيط يستمر أسبوعا أو أسبوعين ومرض وخيم يستمر عدة شهور وتزداد شدته مع التقدم بالعمر علما ان الشفاء يكون تاما مبينا ان معدل الإماتة بالتهاب الكبد الصاعق هو 1 بالألف للأطفال بعمر دون 15 سنة و3 بالألف بعمر 15 إلى39 سنة و2 بالأف لدى البالغين.
واستعرض الإجراءات التي نفذتها الوزارة كالترصد الوبائي للمتلازمة اليرقانية الحادة من قبل المؤسسات الصحية التابعة للقطاعين العام والخاص وإجراء حملات توعية وتوزيع نشرات توعية صحية في مراكز الإقامة المؤقتة والمدارس وتوفير اللقاح ضمن صيدلية الوزارة والتنسيق والتعاون مع الجهات الاخرى ذات الصلة في مجال المراقبة البيئية.
ولفت الى ان الإجراءات الوقائية للمرض تتضمن التثقيف الصحي والنظافة الشخصية مع التركيز على غسل الأيدي جيدا قبل تحضير الطعام وتناوله وبعد الخروج من المرحاض وقبل وبعد رعاية الطفل الرضيع والطبخ الجيد للطعام قبل تناوله وغسل الخضار والفواكه بالماء والصابون وتعقيمها وحفظ الطعام بدرجات حرارة مناسبة وحمايته من الحشرات والقوارض اضافة الى تنقية وكلورة إمدادات المياه العامة والرقابة الدورية على أماكن تداول الغذاء والعاملين فيها.
بدوره تطرق الاستاذ في كلية الطب البشري الدكتور نزار الضاهر الى وظائف الكبد وتاثير الفيروس الكبدي عليه وتأثر جميع وظائف الجسم سلبا بعد حدوث الالتهاب موضحا ان الالتهاب الكبدي الحاد قد ينتهي بشفاء الكبد وعودته للوضع الطبيعي أو تتردى الإصابة سريعا نحو النخر الشامل مؤدية للوفاة أو يتطور الالتهاب الحاد نحو الإزمان الذي يعني دوام الأعراض والعلامات السريرية والكيميائية والنسيجية لفترة زمنية تتعدى 6 أشهر.
ودعا الى التركيز على العناية والنظافة الشخصية خاصة بعد استعمال الحمام وغسل الأيدي بصورة جيدة بسبب تواجد هذا الفيروس بصورة مكثفة في البراز اضافة الى انتقاله عن طريق أشخاص مرضى يقومون بتحضير الطعام.
من جهته اعتبر استاذ الأمراض الداخلية والهضم والكبد بكلية الطب الدكتور رائد أبو حرب أن طهي الاطعمة بشكل جيد وكلورة المياه والحفاظ على نظافة الاماكن كفيلة بالقضاء على الفيروس مشيرا الى ان اللقاح يقي تماما من الإصابة بالفيروس شرط ان يكون ضمن المواصفات وسلسلة البرودة المطلوبة التي تتراوح بين 2 و 8 درجات لان ارتفاع درجات الحرارة يوءدي الى فساده.
وكان معاون وزير الصحة الدكتور أحمد خليفاوي صرح لـ سانا في وقت سابق ان الأسبوع العاشر من العام الجاري سجل انخفاضا بعدد اصابات التهاب الكبد” أ ” التي بلغت 1512 إصابة مقارنة بـ 2584 اصابة في الأسبوع التاسع نتيجة ازدياد حرص المواطنين على تطبيق الاشتراطات الصحية .