موسكو-سانا
أنتقدت وزارة الخارجية الروسية تصريحات قائد القوات الأميركية في أوروبا الجنرال الأمريكي بين هودجز التي أطلقها في واشنطن في السابع عشر من الشهر الجاري وذكر فيها أنه في الوقت القريب ستتم عملية نشر مجموعة من الجنود الأمريكيين في شرق أوروبا في إطار “التصميم الأطلسي” ما سيؤدي بشكل خاص إلى زيادة في مخزون المركبات المدرعة الأمريكية من “دبابات أبرامز” والآليات المدرعة “بريدلي”.
وقالت الخارجية الروسية في بيان لها اليوم “إنه وفي الحديث عن خيارات نشر الجنود الأميركيين فضل الجنرال الأمريكي إمكانية وضع هذه التقنيات لتشمل مباشرة بلدان شرق أوروبا خاصة وأنه لم يتم “تحديد فترة زمنية لتواجدها هناك” ما يدل على “أنه وضع طبيعي للأمور” مذكرة بالتزامات حلف شمال الاطلسي “الناتو” التي اتخذها على عاتقه في سياق قواعد المعاهدة الموقعة بين روسيا ومجلس الناتو بشأن عدم نشر قوات قتالية كبيرة على أسس دائمة فوق أراضي “أعضاء جدد” للحلف أي تلك البلدان في شرق أوروبا التي يتحدث عنها هودجز”.
وأضافت الخارجية الروسية “إنه وفقا لتقديراتنا في حالة نشر عربات مدرعة أمريكية على أساس دائم على أراضي “الجناح الشرقي” لحلف الناتو وحسب الكميات والأعداد المذكورة من قبله فلابد وأن تنشأ أسباب مختلفة للتشكيك في تنفيذ الحلف لالتزاماته “متسائلة” ما إذا كان تقويض الأحكام الرئيسية لقواعد المعاهدة هو أيضا بالنسبة للولايات المتحدة “من الأمور الطبيعية” لأن ذلك يعني أن واشنطن تهمل علنا مصالح الأمن الأوروبي وتقوم عن قصد بزعزعة استقرار الوضع العسكري والسياسي في المنطقة.
وأعربت الخارجية الروسية عن أملها أن يدرك الأوروبيون الخطر المحدق بهم من نصائح الجنرالات الأمريكيين وأنهم سيختارون النهج الذي من شأنه أن يستبعد إمكانية العودة إلى المواجهة العسكرية بين روسيا وحلف شمال الأطلسي.
ويواصل حلف الناتو نشر المعدات والآليات الحربية بالقرب من حدود روسيا وعلى خلفية الأزمة الأوكرانية بدأت الولايات المتحدة بنقل الدبابات وغيرها من المعدات العسكرية إلى جمهوريات البلطيق وبولندا ورومانيا، وتنوي توريد أسلحة إلى أوكرانيا نفسها.
وبحسب محللين فإن روسيا لن تفقد شيئا في حال خرجت من اتفاقيتها مع الناتو لأن الحلف لم يكن يراعي بنودها بالأساس وهو بإنهائها يحرر موسكو من القيود ويصبح بإمكانها تعزيز قواتها المسلحة ولن يتمكن أحد في الناتو أن يحدد لها عدد الدبابات والمدافع والطائرات والقوات التي يحق لها نشرها في المكان المعني.
يذكر أن هودجز أعلن من فيسبادن بألمانيا بداية العام الجاري أن الولايات المتحدة تعتزم نشر نحو 150 دبابة وعربة مدرعة في بولندا ورومانيا أو دول البلطيق بحلول نهاية 2015 كي تستخدمها القوات الأميركية التي تتدرب هناك متوقعا أن تستمر الإجراءات الأميركية التي تشمل برنامجاً تدريبياً موسعاً خلال عامي 2015 و2016.