الشريط الإخباري

المؤرخ عيد مرعي… مسيرة حافلة بإنجازات بحثية توثق تاريخ الشرق القديم

دمشق-سانا

اختار الباحث والمؤرخ السوري عيد مرعي تاريخ الشرق القديم ولغاته وحضاراته مجالاً لأبحاثه ودراساته فغاص في أعماقه وأخرج منه أنفس الدرر ليقدمها للعالم في كتب وأبحاث أضافت الكثير إلى المكتبة التاريخية والآثارية العربية.

المؤرخ عيد يؤمن بأن من ليس لديه تاريخ لن تكون له هوية وأن كل ما نراه اليوم من طفرات إبداعية هي نتاج لحقب متعاقبة من الحضارات القديمة التي يجب أن نعتز بها ولذلك سخر جهوده للتبحر في اللغات القديمة لمنطقة المشرق العربي بهدف البحث في أصول اللغة العربية وتعزيز قيمتها الحضارية بين لغات العالم.

عيد ابن الجولان السوري المحتل بعد أن أنهى دراسته الجامعية بالحصول على الإجازة في التاريخ من جامعة دمشق سافر إلى ألمانيا الغربية ونزل في مدينة فورتسبوج ودرس حضارة بلاد الرافدين تاريخاً وإرثاً ولغات حتى نال درجة الدكتوراه عام 1985 وعاد إلى الوطن ليكون عضواً في هيئة التدريس في قسم التاريخ بجامعة دمشق حتى رقي إلى درجة الأستاذ عام 1998 وما يزال في عمله حتى اليوم.

الدكتور عيد لم يقتصر تدريسه في جامعة دمشق بل قام بالعمل في عدد من الجامعات العربية على سبيل الاعارة فبدأ بالتدريس في جامعة صنعاء عاماً واحداً ثم قضى خمسة أعوام في كلية التربية في بيشا بالسعودية وعاماً واحداً في جامعة الدمام كما عمل أستاذاً زائراً في معهد الدراسات الشرقية بجامعة شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية.

وقام الدكتور عيد بنشر الابحاث والدراسات بعد عودته من ألمانيا في عدد من الدوريات منها دراسات تاريخية التي تنشرها جامعة دمشق ودورية مهد الحضارات التي تصدرها المديرية العامة للآثار والمتاحف.

أما في التأليف فوضع الكثير من الدراسات والكتب الجامعية وغير الجامعية والتي تمحورت بشكل أساسي حول تاريخ سورية القديم وقوانين بلاد ما بين النهرين وتاريخ الجزيرة العربية القديم واللسان الأكادي وتاريخ مملكة إبلا وآثارها وعبادة آلهة الخصوبة والتقويم وحساب الزمن ومعجم الآلهة والكائنات الأسطورية في الشرق القديم.

وبحث الخبير في موسوعة الآثار السورية في تاريخ سورية القديم وآثارها وحضارتها منذ عصور ما قبل الكتابة حتى العصر السلوقي معتمداً على الآثار والكتابات القديمة المكتشفة داخل الجغرافيا السورية وسكان المناطق المجاورة الذين برعوا في تحقيق انجازات حضارية رائعة كاكتشاف الزراعة وصناعة الفخار وبناء المدن الأولى وابتكار الكتابة الأبجدية ومعرفة الفنون المختلفة من نحت ورسم وتزيين وتجلى ذلك في اثار المدن والمواقع الاثرية العريقة التي أشهرها إبلا وماري وأوجاريت وغيرها ما يجعلنا نطلق عليها قلب العالم القديم.

حضور مرعي في المجال العلمي تجلى بدعوته للمشاركة في مؤتمرات وندوات دولية وعالمية سلطت الضوء على تاريخ سورية القديم والشرق الأدنى القديم والجزيرة إضافة إلى الحديث عن العولمة في الشرق الأوسط وتاريخ الجولان وآثاره التي عقدت في عدد من الدول العربية والدولية إضافة إلى سورية.

المسيرة المتميزة للدكتور عيد جعلته يفوز بجائزة محمد كرد علي بالعلوم الإنسانية من مجمع اللغة العربية بدمشق في عام 2016 وذلك لتأليفه ستة كتب وترجمته كتابا وهي تاريخ سورية القديم ورحلة في عالم الآثار وآثاريون ومدن أثرية واللسان الاكادي والتقويم وحساب الزمن في حضارات الشرق القديم وتاريخ مملكة إبلا وآثارها وعبادة الآلهة إضافة إلى جائزة الدولة التقديرية عام 2018.

شذى حمود

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency