الشريط الإخباري

بعزيمة وإرادة… جرحى الوطن انتقلوا من ميادين معارك الشرف إلى أبطال وطلاب علم

طرطوس-سانا

بعزيمة وإرادة انتقل جرحى من أبطال الجيش العربي السوري من ميادين معارك الشرف لتحرير أرض الوطن من دنس الإرهاب إلى أبطال وطلاب علم.

ومن مقولة لا شيء يساوي قيمة المعرفة والعلم والثقافة أكمل الجريح علاء غانم من قرية الجوبة التابعة لمنطقة الشيخ سعد شرق مدينة طرطوس دراسته حاصداً علامة 2273 درجة في امتحانات شهادة الثانوية العامة بفرعها الأدبي لهذا العام بعد أن حصل على شهادة التعليم الأساسي العام الماضي.

ولم تشكل سنوات عمره 38 ولا إصابته التي تعرض لها عام 2014 بمنطقة المليحة بالغوطة الشرقية وأدت نتيجة رصاص قناص لفقدان حاستي البصر والشم مع تفتت بالكتف عائقاً أمام اصراره على متابعة مسيرة الحياة والدراسة آملا بتحقيق حلمه في دراسة الإعلام.

وتابع غانم حديثه مع سانا قائلاً: لا عجز مع الإرادة ولا فرحة تضاهي لحظة النجاح والانتصار معتبراً أن ما قدمه فريق جريح وطن ومديرية التربية له ولرفاقه من دعم خلال فترة الدراسة عبر الدورات المجانية للمنهاج مع توفير المكان والكادر التدريسي وصولاً إلى الجلسات التحضيرية قبيل الامتحانات وتوفير الأجواء الامتحانية الملائمة إضافة إلى دعم الأهل والمجتمع كان له الأثر الأكبر في حصاد نتائج التعب بالنجاح وفي إعطائهم دفعاً للاستمرار بالحياة بقوة أكبر.

ويبدي الجريح محسن عبد الله رغبته بدراسة الحقوق أو الإعلام إن أمكنه ذلك بعد أن تمكن من نيل شهادة الثانوية العامة بالفرع الأدبي وبعلامة 2150 معتبراً أنه حقق إنجازاً كبيراً له ولوالده الذي تمنى لو أنه على قيد الحياة ليراه محامياً أو إعلامياً.

وأدى عبد الله من منطقة الدريكيش 35 عاماً سنوات خدمته الاحتياطية الأربع بمنطقة تدمر ليفقد بصره إثر انفجار لغم أرضي بوجهه وبعد إنهائه رحلة العلاج قرر إكمال تحصيله العلمي فنال شهادة التعليم الأساسي العام الماضي ليتبعها هذا العام بشهادة الثانوية العامة قائلاً: إن جهد الأساتذة الذين قدموا لي الدروس في منزلي إضافة إلى دعم ومتابعة فريق جريح وطن والكادر التدريسي بالمحافظة والدعم النفسي والمعنوي للأهل والجيران جعلني أشعر بفخر الانتصار على متاعب الحياة وحلاوة النجاح على مقاعد الدراسة بعد غياب عنها لسنوات.

أما الجريح طارق سلوم فكان المتقدم الوحيد لامتحانات الفرع العلمي بين الجرحى حيث أشار إلى أن سبب اختياره لهذا الفرع ميوله إلى المواد العلمية أكثر من الأدبية واصفاً أجواء الدراسة واللقاءات التي كانت تجمعه مع المدرسين ورفاقه الجرحى بالجميلة التي لا تنسى.

سلوم الذي ينحدر من منطقة صافيتا مواليد عام 1987 تعرض لطلق ناري نافذ أدى إلى أذية كاملة باليد اليسرى عام 2016 بعد أن أمضى ثلاث سنوات من الخدمة الاحتياطية في منطقة الغوطة الشرقية يحب التميز كما قال وتوقع أن يحصل على علامة تفوق 2170 لكن أمله خاب بمادة الفيزياء وتمنى أن تتاح له فرصة دراسة الهندسة التي يحلم بها منذ صغره.

فاطمة حسين

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency