الشريط الإخباري

الحدادة العربية في حمص مهنة صامدة رغم تطور الأدوات-فيديو

حمص-سانا

لا تزال مهنة الحدادة العربية في حمص صامدة بالرغم من تطور الأدوات واختلاف الزمن حيث تنتشر المحال في حي باب هود بمنطقة الأسواق الأثرية التراثية وتقوم بتصنيع الأدوات الزراعية التي تحظى باهتمام الفلاحين على الرغم من الأضرار التي لحقت بالسوق جراء الإرهاب.

بعض محال الحدادة في الأسواق المسقوفة عادت للعمل وانتاج الأدوات الزراعية في مشهد يعيد بعض صور الماضي الجميل والإبداع اليدوي المتقن بأياد سورية.

ويقف الحرفي السبعيني نظمي المصري في محله الذي لا تتجاوز مساحته بضعة مترات مربعة ليطوع الحديد ويصنعه بإتقان مستخدماً ما يعرف بـ الكور أي فرن خاص لتليين القطع الحديدية المراد تصنيعها وانتاج المناجل للحصاد والفؤوس والسكك الحديدية للفلاحة والحرث.

ويقول المصري لمراسلة سانا: إن مهنة الحدادة تحتاج لحرفية عالية بتطويع الحديد حيث يستعمل الفحم لتشغيله وله مروحة تساعد على استعار النار فيه ويستعمل أيضاً المطرقة والسندان إضافة إلى آلة الجلخ لسن السكاكين والمناجل وبعض القطع الحديدية الأخرى.

وأشار المصري إلى أن عدد من يعمل في هذه المهنة قليل جداً على الرغم من الطلب على الأدوات المصنوعة لأن بعض المناطق الجبلية لا يستطيع الفلاح الوصول إليها بالجرار وبالتالي يجب حصادها بالمناجل كما أنه لا يستغني عن استخدام الآلات الزراعية اليدوية المصنوعة من الحديد مبيناً أن منتجاته من الحديد تلقى إقبالاً من مختلف البيئات الريفية.

ولفت المصري إلى أنه بدأ عمله بمهنة الحدادة العربية وهو ابن 13 عاماً في محل والده الذي ورثه عن جده بكل محبة وشغف حيث منحته المهنة القوة والصلابة فلا يزال وهو في السبعين يقف على رجليه ويطوع الحديد كما أنه يحاول جاهداً توريث المهنة إلى ولده.

ويضم محل المصري أقدم الأدوات وأندرها معلقة على جدرانه من فؤوس ومجارف ومطارق ونواقير مستخدمة بنقر الحجر البازلتي للعمارة والرحى للطحن إضافة إلى شوكة حرث الأرض يدوياً والمشاطات والقرون الحديدية للحيوانات والجنازير وغيرها داعياً إلى دعم حرفة الحدادة وتشجيع إحيائها للمحافظة عليها من الاندثار واستمرارها لأنها تشكل تراثاً.

وإلى مسافة ليست بعيدة عن محل المصري يعمل سميح القج بالحدادة العربية في محله مجدداً حيث عاد إليه منذ ستة أشهر ويقوم بتصنيع معظم الأدوات الزراعية والصناعية.

تمام الحسن

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency