المراكز الثقافية.. دور مهم في معركة الفكر ومواجهة الغزو الثقافي

دمشق-سانا

اتخذت الحرب الإرهابية التي استهدفت سورية على مدى السنوات الماضية أشكالاً عديدة من استهداف عسكري واقتصادي وإعلامي وفكري إلا أن السوريين وعبر مؤسساتهم واجهوا هذه الحرب كل من مكانه وتصدوا لها بكل ما أوتوا من إيمان بوطنهم.

ولأن أخطر المعارك ما يتعلق بالفكر فقد ضاعفت المؤسسات الثقافية عملها وفي مقدمتها المراكز الثقافية التي كانت منابر إشعاع وتنوير واستمرت رغم كل الظروف بأداء رسالتها انطلاقاً من الإيمان بأن الثقافة هي الحاجة العليا للإنسان ولا بد من التمسك بها والعمل على تطورها وإغنائها مهما كانت الأحوال والظروف وبالأخص خلال الحرب لمقاومة كل الأفكار الشاذة ومحاولات الغزو الثقافي الغربي.

نعيمة سليمان مديرة ثقافة دمشق بينت في تصريح لـ سانا أنه بالرغم من الظروف التي مرت بها البلاد على مدى سنوات من جراء الإرهاب لم تتوقف الأنشطة الثقافية بمختلف أشكالها وأنماطها المتنوعة في أغلب المحافظات والتي جاءت في سياق محبة الوطن والدفاع عنه والتصدي لجميع حملات الغزو الثقافي والفكري التي حاول الأعداء استهداف السوريين من خلالها.

الأنشطة والفعاليات التي استضافتها المراكز الثقافية تنوعت خلال سنوات الحرب ولعل أبرزها والتي ما زالت مستمرة الندوات الخاصة تحت عنوان مواجهة الغزو الثقافي حيث أفردت خلالها مساحات واسعة للتوعية حول دور الفرد والمؤسسات والجهات في التصدي لهذا الغزو إضافة إلى ندوات بحثت في نتائج ومفرزات الحرب الإرهابية على المجتمع وأفراده وسبل معالجتها.

رئيسة المركز الثقافي بأبو رمانة رباب أحمد أوضحت أن المركز لم يغلق أبوابه يوماً واحداً ولم تتوقف فعالياته بالرغم من كل الظروف الصعبة مشيرة إلى أن الفعاليات كانت منوعة وشملت الأدب والشعر والفكر والموسيقى ومعارض الفن التشكيلي والندوات السياسية والاقتصادية والسينمائية مع استضافة تواقيع لكتب ودواوين وفعاليات خاصة بالأطفال وذوي الإعاقة كما كان المركز سباقاً في تكريم القامات السورية.

مقرر جمعية الشعر في اتحاد الكتاب العرب جهاد الأحمدية‏ شدد على أهمية الفعاليات الثقافية ذات المستوى الفكري لكونها ضرورة حضارية تعبر عن رقي الشعوب والأمم معتبراً أن النشاط الثقافي بأنماطه المختلفة خلال السنوات الماضية كرس القيم والمفاهيم وحافظ عليها من الضياع في ظل الفوضى والغوغائية في العقد الأخير الذي تعرضت فيه سورية لشتى أنواع الغزو الفكري والأفكار الدخيلة.

ولا يتردد الأحمدية في الإشارة إلى بعض الملاحظات على ما يقدم في المراكز الثقافية من أنشطة تقل في الأهمية عن الطموح ولا ترتقي إلى المستوى المأمول معتبراً في الوقت ذاته أن ذلك سببه الظروف الصعبة التي مرت بها البلاد.

رئيس فرع ريف دمشق لاتحاد الكتاب العرب الدكتور الناقد غسان غنيم رأى أن بعض المراكز الثقافية تعاني من عدم الانتظام في نشاطاتها أو إقامة بعض النشاطات غير المهمة التي لا تقدم إضافة معرفية للجمهور إلا أنه نوه باستمرار المراكز في تقديم خدماتها لأكبر عدد ممكن من المهتمين بالشأن الثقافي.

مدير ثقافة ريف دمشق ابراهيم سعيد بين أنه بالرغم من جميع المحاولات لطمس هوية الانتماء انطلقت خلال الحرب مشاريع ثقافية ومهرجانات كثيرة وملتقيات في أغلب المراكز الثقافية بمختلف المحافظات مشيراً إلى أن دور المراكز سيزداد أهمية خلال السنوات القادمة لمواجهة آثار وتداعيات الحرب الإرهابية التي استهدفت المجتمع السوري.

محمد خالد الخضر

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

المراكز الثقافية داخل السجون.. جسر تواصل للنزلاء ونافذة لتأهيلهم

دمشق-سانا جاءت المراكز الثقافية داخل السجون في دمشق والمحافظات لتشكل جسر تواصل للنزلاء مع العالم …