صر القز… حرفة عمرها مئات السنين تحاول النجاة رغم كل الصعوبات

دمشق-سانا

صر القز وصناعة الحرير حرفة تراثية عمرها أكثر من ثلاثمئة عام اشتهرت بها منطقة دير ماما بمحافظة حماة التي تعرف بغناها بشجر التوت الذي يعد المادة الأساسية لتربية دودة القز.

الحرفة اليدوية التي احتفظت بعراقتها على مدار تلك السنوات بعيداً عن المكننة والآلات الصناعية تناقلتها الأجيال رغم تعرضها للكثير من التغيرات التي أدت إلى تراجعها في حين عمل كثيرون على تطويرها بإبداع لصناعة مناديل وأزياء تراثية وشالات من الحرير الطبيعي.

ومن منطلق السعي لصون هذا التراث اللامادي والتعريف بتلك المهنة الآيلة للاندثار وباعتبارها عنصراً من التراث الحي أقيمت محاضرة بعنوان “صر القز بخيوط سرمدية” ألقتها الفنانة التشكيلية عفاف النبواني وبإشراف حنان العاصي وذلك في المنتدى الاجتماعي في الطلياني حيث تطرقت إلى عدة محاور متعلقة بمعلومات حول تربية دودة القز وثقافة الحرير التي تحاول النجاة رغم كل الصعوبات.

وبدأت النبواني بالحديث عن أهمية حفظ هذا التراث السوري الإنساني اللامادي لتسهب في الشرح حول مراحل صنع المنتجات الحريرية والتي تمر بخمس مراحل بدءا من تربية دودة القز وانتظار مراحل الشرنقة وتحرير الخيط وإنتاج الحرير الطبيعي على النول اليدوي ومن ثم حياكته.

وأوضحت النبواني أن هذه الحرفة تأثرت صناعتها كثيراً عبر الزمن بفعل انتشار الآلات الحديثة واستبدال الحرير الطبيعي بالصناعي مشيرة إلى الإقبال على اقتناء المشغولات اليدوية كتحفة تراثية شغلت حيزاً في ذاكرة السوريين.

وأكدت أهمية العمل على تسويق منتجات الحرير بالطرق المثلى في ظل ارتفاع الأسعار والسعي إلى نقلها للأجيال القادمة والحفاظ عليها من الاندثار ولا سيما أن سورية كانت توزع الحرير على دول الجوار وأوروبا ناهيك عن كون خيط الحرير السوري مميزا وقد حاز عدة جوائز عالمية.

وبالحديث عن الصعوبات التي تواجه مهنة صناعة الحرير قالت النبواني “إن هذه الحرفة باتت تعاني من عزوف أصحاب الخبرة بسبب قلة أرباح عوائد المبيعات وارتفاع أسعار المواد الخام إضافة إلى كساد القطع التي تنتج بأسعار باهظة وصعوبة شراء شرانق للمرحلة التالية”.

وبينت النبواني ضرورة العمل على إقامة دورات تدريبية للسيدات من مناطق مختلفة بهدف احتراف هذه المهنة التراثية وتطوير صناعتها وتقديم الاهتمام والدعم لها وإيجاد أسواق للترويج لها داخلياً وخارجياً وتحويلها إلى مشاريع اقتصادية كون تدريب الكوادر لا يكفي دون سوق لبيع المنتجات.

رشا ابراهيم

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency