الشريط الإخباري
عــاجــل وسائل إعلام فلسطينية: عدد من الشهداء والجرحى جراء قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي مركبة قرب بلدة زيتا شمال مدينة طولكرم بالضفة الغربية

قطب واحد.. وديمقراطية!..بقلم: منهل إبراهيم

يتنكر حكام الدول المتغطرسة على امتداد جغرافية العالم وهم يحكمون بعقلية القطب الواحد كحال الولايات المتحدة الأمريكية وزعماء بيتها الأبيض في ثوب الديمقراطية، ويصرّون على الحفاظ على هذا الثوب بأي شكل من الأشكال.

المتابع للمشهد السياسي بدقة يتذكر دعوة الرئيس الأمريكي جو بايدن لعقد ما أسماها (قمة ديمقراطية) بداية شهر كانون الأول من عام 2021 وهي الأولى على الإطلاق، لكي يثبت بايدن أن الولايات المتحدة لا تزال (زعيمة العالم الحر).

القمة كانت وبشكل واضح وبشهادة أجندتها عبارة عن قمة مسيسة تهدف واشنطن من خلالها لتجييش بعض دول العالم ضد دول معينة، ومن يقرأ المشهد الأمريكي في الداخل يتأكد أن دعوة بايدن إلى هذا النوع من القمم ما هي إلا وسيلة لمناقشة سبل محاربة ما يسمونه التهديد الصيني والروسي وغيرهما من المنافسين والمعارضين إما على الصعيد الاقتصادي أو السياسي أو العسكري، لأن الجميع يعلم أن أمريكا تؤمن أن العالم لا بد أن يكون بقيادتها أي قيادة أحادية الجانب.

ما تفعله أمريكا وتنادي به من ديمقراطيات مختلفة مردود عليها، فأمريكا بحاجة إلى التطبيق الديمقراطي داخلياً قبل الشروع بالمناداة لهذا المبدأ خارجياً فهي ليست المثال أو النموذج الذي يجب اتباعه ديمقراطياً.

التاريخ يسجل كل الثغرات، وهناك أمثلة كثيرة توضح أن أمريكا ليست الدولة المعنية للدعوة لمثل هذه القمم والشعارات والمؤتمرات، ففي مقدمة تلك الأمثلة الدعوة الخاطئة والظالمة إلى الحرب على العراق وغزوه على أساس أنها جلب للديمقراطية, أضف لذلك العنف والعنصرية التي تظهرها المؤسسات الأمريكية تجاه الملونين، يجعل الولايات المتحدة ما زالت ممزقة بسبب التفرقة العنصرية، ولطالما كان الأمريكيون وغيرهم من أصل إفريقي أهدافاً للقتل العنصري.

واشنطن تعارض في كل زمان ومكان، وبكل قوة تشكيل عالم ديمقراطي حقيقي غير مزيف متعدد الأقطاب، لأن تشكيله يعني أنها فقدت الهيمنة على العالم، وهذا ما أشارت إليه موسكو في أكثر من مناسبة، واليوم تشير إليه كوبا المستبعدة من القمة التاسعة للأمريكيتين في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، وترى أن الولايات المتحدة تفتقد الشرعية الأخلاقية للتحدث عن الديمقراطية.

وكلمة الرئيس الكوبي أمام ممثلين عن المجتمع المدني في العاصمة هافانا تصب في ما عرضناه في البداية، حيث فضح ما تتشدق به واشنطن من ديمقراطية مزيفة بوصف ما تروج له الولايات المتحدة للديمقراطية وحقوق الإنسان بأنه مجرد وهم، فواشنطن حتى غير قادرة على ضمان حقوق مواطنيها على أراضيها.

ونقتبس من كلام الرئيس الكوبي (في الولايات المتحدة لا توجد ضمانات للخدمات الصحية الأساسية كما أن بيع الأسلحة له أولوية على حقوق الأطفال أو حصولهم على التعليم.. بالإضافة لمظاهر العنصرية والتمييز واستخدام مصطلح الديمقراطية لأغراض سياسية).

لن أتحدث عن القمة التاسعة للأمريكيتين، وأكتفي بتوصيف الرئيس الكوبي لها بأنها (مشهد ذو صبغة استعمارية جديدة حيث استبعدت منها الولايات المتحدة بلاده وفنزويلا ونيكاراغوا).

لا شك أن الولايات المتحدة لديها القدرة على منع وجود كوبا وغيرها من دول في لوس أنجلوس، لكنها لا تملك القوة لإسكات صوتها أو إخفاء الحقيقة، أو ستر عورتها السياسية، والتغطية على أفعالها القبيحة في انتهاك أراضي الدول تحت ستار وشعارات نشر ديمقراطيتها الكاذبة لتحقيق أهداف وغايات جيوسياسة.

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency