عبداللهيان: دور السعودية في التطورات الأخيرة في المنطقة غير بناء.. العلاقات الإيرانية العراقية استراتيجية

طهران-سانا

وصف مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان دور السعودية في التطورات الأخيرة في المنطقة سواء في سورية أو في العراق بأنه “غير بناء”.
وقال عبداللهيان في حديث لقناة العالم الإخبارية اليوم “لقد أعلنا مرارا وتكرارا للمسؤولين السعوديين عن استعدادنا للحوار والتشاور حول إعادة الأمن والاستقرار والسلام للمنطقة وضرورة محاربة الإرهاب ولكن مع الأسف فإن المسؤولين السعوديين راغبون بالتصريحات الإعلامية أكثر من رغبتهم في إجراء حوار جدي و صريح حول هذه القضايا والأمور”.
وقال عبد اللهيان “إن مقولة الأمن هي مقولة مرتبطة وغير قابلة للتفكيك فلا يمكن زعزعة دولة في المنطقة وأن تكون بقية الدول في مأمن عن الأخطار وتعيش في أمن واستقرار” مضيفا إنه بلا شك أن “استمرار حالة انعدام الأمن في العراق” سيؤثر على بقية الدول كالسعودية و البحرين وبقية الدول الأخرى داعيا الجميع
إلى التعاون والاتفاق على مكافحة الإرهاب والتطرف.
من جهة أخرى أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني أن العلاقات الإيرانية العراقية استراتيجية مشددا على أن بلاده تقف إلى جانب الشعب والحكومة في العراق من أجل صيانة استقلاله وسلامة أراضيه.
وقال عبد اللهيان إنه “منذ بدء الأزمة في العراق تعاملنا مع هذا الموضوع بشكل فاعل وفي هذه المرحلة قدمنا المشاورات اللازمة للحكومة والمسؤولين العراقيين المعنيين في محاربة الإرهاب” لافتا إلى أن إيران ستقوم بأي إجراء لازم في إطار توفير الأمن القومي للبلاد وفق القوانين الدولية.
وأضاف “إذا طلبت الجهات الرسمية العراقية من إيران شراء السلاح أو تسليمه لمكافحة الإرهاب فإننا بالتأكيد سنبادر إلى تلبيته في إطار القوانين الدولية والاتفاقيات الثنائية المتعارف عليها” معتبرا أن أي تغيير أو إجراء ذي طبيعة إرهابية وتدخلية في العراق ويؤثر على أمنه سيؤثر أيضا على الأمن القومي لإيران.
ونفى عبد اللهيان تواجد أي مستشارين عسكريين إيرانيين في العراق وقال “لكننا خلال اتصالاتنا مع المسؤولين العراقيين المعنيين لا نمتنع عن تقديم المشاورات اللازمة للجانب العراقي إضافة إلى أن السفارة الإيرانية في بغداد تبذل قصارى جهودها بشكل فاعل في مجال العلاقات السياسية ومتابعة الاتفاقيات الثنائية بين البلدين”.
وشدد عبد اللهيان على أن قادة العراق وقواته المسلحة قادرون على متابعة خططهم بكل قوة في محاربة الإرهاب وخاصة في الأجواء الراهنة حيث تشكلت التعبئة الشعبية “موفرة فرصة تاريخية لإنهاء الإرهاب الذي تشكل في هذا البلد قبل أكثر من 10 سنوات”.
ورأى عبد اللهيان أن مجموعة الأحداث التي حصلت في العراق تبين أنها كانت بتنسيق على ثلاثة صعد الداخلي والإقليمي والدولي فالتصرف الأميركي في عدم التصدي للإرهاب يشير إلى وجود نوع من الاتفاق والتنسيق غير المدون بين الولايات المتحدة واللاعبين الإقليميين والداخليين في العراق.
وقال عبد اللهيان إنه على الصعيد الداخلي كان هنالك تعاون بين تنظيم “دولة العراق والشام” الإرهابي إضافة إلى بعض المتطرفين في الداخل بينما على الصعيد الإقليمي فإن بعض الدول كان لديها نوع من التعاطي والتعاون مع هذه الجماعات الإرهابية مشيرا إلى أن أمن هذه الدول معرض للخطر بسبب اعتماد هكذا
سياسات.
وأضاف “إن الولايات المتحدة كانت غير راضية عن نتيجة الانتخابات البرلمانية العراقية وشفافيتها وسعت مع بعض الأطراف الداخلية والإقليمية إلى تغيير نتائج الانتخابات ومن هنا ندرك عدم اتخاذها خطوات عملية لمحاربة الإرهاب في العراق” لافتا إلى أن أمريكا وهذه الدول الإقليمية حاولت عن طريق الاستفادة من
المجموعات الإرهابية تغيير نتيجة الانتخابات البرلمانية العراقية وللحصول على امتيازات.
وحول انتخاب رئيس مجلس الوزراء في العراق قال عبد اللهيان إذا تم الإعلان عن تعيين نوري المالكي رئيسا لمجلس الوزراء وتم الاتفاق على هذا الأمر في داخل العراق فإننا ندعم هذا الاتفاق بقوة وفي حال تم انتخاب شخص غيره لهذا المنصب وفي إطار نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة وتم الاتفاق علية فإن إيران
ستدعم هذا الانتخاب مشيرا إلى أن هذا الموضوع هو موضوع داخلي بشكل كامل.
وفي سياق متصل أكد عبد اللهيان أن فتنة تقسيم العراق مخطط صهيوني “فلا ننسى أنه في الأيام الأخيرة كان رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” الوحيد الذي تحدث عن استقلال كردستان بسرور وترحيب وشجع على تفكيك المنطقة” مضيفا “لن نسمح بتحقيق أحلام نتنياهو في العراق وفي المنطقة”.
وشدد عبد اللهيان على أن إيران وروسيا تدعمان العراق بقوة في مواجهته للإرهاب وستقفان إلى جانب الشعب العراقي والحكومة العراقية لصيانة استقلال البلاد وسلامة أراضيها وقال “نعارض أي تقسيم للعراق ونرى أنه فتنة جديدة”.
وكان عبد اللهيان أكد يوم الخميس الماضي أن الأزمة التي تمر بها سورية والعراق وتفشي الإرهاب في المنطقة ناجمان عن السياسات الخاطئة لبعض الدول الإقليمية والدولية التي الحقت الكثير من الأضرار بأمن المنطقة والعالم.