عائلة الشهيد علي مزيد الصالح: التضحية في سبيل الوطن أسلوب حياة تعلمناه من الآباء والأجداد

القنيطرة-سانا

“عندما يغدو الموت حياة من أجل الكرامة والحفاظ على الأرض والعرض تهون الحياة وتصبح الشهادة مطلباً لأصحاب الإرادة والعزيمة وعند تمام الانتصار يتلاشى الوجع وألم الفراق”.

هكذا يصف فادي الصالح قصة استشهاد والده علي مزيد الصالح في مهمة وطنية عام 1976 في القنيطرة والتي سار على نهجها أولاده وأحفاده دفاعاً عن الوطن ضد الحرب الإرهابية على سورية.

عائلة الشهيد علي مزيد الصالح من قرية حرفا (أم الشهداء) كما يصفها سكان ريف دمشق الجنوبي الغربي قدمت ستة شهداء من الآباء والأبناء والأحفاد وهي واحدة من عشرات الأسر التي قدمت فلذات أكبادها قرابين لأجل صون قدسية الوطن وترابه ووحدة أرضه.

يقول فادي الذي كان صغيراً عند استشهاد والده “حملت والدتي مسؤولية أسرتنا المؤلفة من سبعة أطفال وأكملت الرسالة” ودرست مع شقيقي يوسف في مدرسة أبناء الشهداء وبعد الثانوية العامة التحق يوسف بالكلية الحربية متدرجا بالرتبة العسكرية حتى رتبة عقيد.

وعن ظروف استشهاد شقيقه يوضح فادي أنه عام 2013 وخلال معركة ضد التنظيمات الإرهابية بالقرب من طريق حمص دمشق ارتقى الشهيد العميد شرف يوسف إلى العلياء ملتحقاً برفاقه الذين بذلوا أرواحهم في سبيل الوطن.

وبكلمات تنضح عزة وشموخاً وكبرياء يصف الشيخ حمد علي الصالح ابن الشهيد ووالد ثلاثة شهداء.. الشهداء بمشاعل النور الأبدية التي تنير درب الحياة لمستقبل أفضل ويقول إن “الكلمات تقف عاجزة عن وصف مشاعري فأنا ابن شهيد وقدمت ثلاثة من أبنائي شهداء (سامر ومنتهى ومزيد) وابن أخي الشهيد نبيل مرسل الصالح وابن اختي تركي سلمان وهبي فضلاً عن شقيقي الشهيد العميد شرف يوسف الصالح”.

وفاء زيدان زوجة الشهيد يوسف تقول “نحن أبناء هذه الأرض التي تعادل الروح.. تربينا على حبها والدفاع عن الوطن وتقديم الغالي والنفيس في سبيل العيش بكرامة وعزة” مضيفة “بعد مرور سنوات على فقدان الاتصال مع زوجي خلال مهمة له في حمص لم أفقد الامل بالحياة.. ربيت أولادي وعلمتهم لتحقيق أمنية والدهم بأن يكونوا من أصحاب الشهادات الجامعية”.

علي الصالح ابن الشهيد العميد شرف يوسف يعبر عن فخره واعتزازه بشهادة والده مضيفاً “استشهاد والدي وسام عز وكبرياء وملهمي في إكمال رسالته في هذه الحياة”.

وعن المسؤولية التي أكملها وفاء لأرواح الشهداء بين مرسل علي الصالح والد الشهيد نبيل أنه “استشهد ابني عام 2012 وفي العام الذي يليه ارتقت زوجته منتهى ابنة أخي حمد الصالح وحملت أمانة تربية الأولاد وتعليمهم على حب أرضهم ووطنهم”.

شادي الذي استشهد والداه تربى في مدرسة الشهادة لم يتوقف يوماً عن الجد والمثابرة قائلاً “سأكمل رسالة والدي بالعمل والعلم لمواجهة الفكر الظلامي وإعادة بناء سورية الجديدة المشرقة الآمنة”.

غسان علي

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

بمناسبة عيد الشهداء… تكريم أسرة 300 شهيد في حمص

حمص-سانا كرمت محافظة حمص اليوم بالتعاون مع مديرية شؤون الشهداء والجرحى والمفقودين