الشريط الإخباري

إرهابيو داعش يدمرون مدينة نمرود الأثرية العراقية خدمة لأجندة صهيونية

بغداد- سانا

واصل إرهابيو ومرتزقة تنظيم “داعش” تنفيذ أحلام أسيادهم الاستعمارية الصهيونية الحاقدة بمحاولة القضاء على الإرث الإنساني الحضاري المتنوع للمنطقة العربية بإقدامهم على تدمير مدينة نمرود الاشورية التراثية في محافظة نينوى العراقية وسرقة آثارها وتجريفها.

وأفادت وزارة السياحة والآثار العراقية في بيان على صفحتها الرسمية بأن “قطعان عصابات داعش الإرهابية تستمر بتحدي إرادة العالم ومشاعر الانسانية بعد إقدامها على جريمة جديدة من حلقات إجرامها الرعناء باعتدائها على مدينة نمرود الأثرية وتجريفها بالآليات الثقيلة مستبيحة بذلك المعالم الأثرية التي تعود إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد وما بعده”.

وتشكل هذه الجريمة دليلا جديدا على تابعية فكر تنظيم داعش الإرهابي واهدافه التي تصب في تنفيذ مخططات الصهيونية العالمية ومؤامراتها لتدمير كل ما يتعلق بالتاريخ والثقافة العربية وبيع كنوز الاثار العراقية والسورية النادرة والنفيسة في متاحف تابعة للعدو الإسرائيلي.

وكانت عصابات داعش الإرهابية اقدمت قبل اسبوع على نشر أحد أفلامها الاستفزازية العدوانية تضمن تدمير أفرادها لآثار مدينة الموصل في مشهد يذكر بجريمة المغول وزعيهم هولاكو الهمجي بالقائهم الموءلفات القيمة في مكتبة بغداد في نهر دجلة وقتلهم 200 ألف عراقي عام 1258 م ما يدل ان وراء هذا المسلسل التخريبي للتاريخ والآثار عقولا واهدافا سياسية غايتها طمس كل معالم العروبة وانجازاتها التاريخية وسرقة آثارها.

وحذرت وزارة السياحة العراقية من مغبة “ترك هذه العصابات الضالة دون عقاب “مؤكدة أن هذا الأمر سيؤدي إلى إجهاز هذه العصابات على” الحضارة الانسانية جمعاء وحضارة بلاد الرافدين مسببة خسائر حضارية لا تعوض”.

وكانت الحكومة العراقية أعادت السبت الماضي بشكل رسمي افتتاح المتحف الوطني في بغداد بعد نحو 12عاما من تعرضه للنهب بعيد الاحتلال الاميركي في العام 2003 والذي ادى الى فقدانه 15 ألف قطعة اثرية تمكنت السلطات العراقية من استعادة ثلثها تقريبا.

بدوره أوضح مسؤول عراقي في مجال الآثار أن عملية التجريف في مدينة نمرود بدأت أمس وأنه أمكن خلال الأيام الماضية ملاحظة وجود شاحنات في الموقع الاثري ما قد يرجح قيام التنظيم الإرهابي بنقل آثار من الموقع تمهيدا لتهريبها وبيعها فيما يعتقد انه مورد مالي رئيسي للتنظيم الارهابي مضيفا إنه “حتى الآن لا نعرف الى أي حد تم تدمير الموقع”.

بدوره أعرب عالم الآثار العراقي في جامعة ستوني بروك الأميركية عبد الامير حمداني عن خشيته من أن تكون مدينة الخضر الأثرية هي الهدف التالي في إشارة إلى المدينة التاريخية الواقعة وسط الصحراء في نينوى ويعود تاريخها الى الفي عام قبل الميلاد وهي مدرجة على لائحة منظمة اليونيسكو للتراث العالمي.

وتقع مدينة نمرود التي يعود تاريخها إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد عند ضفاف نهر دجلة جنوب الموصل حيث اثارت عملية تدمير اثار الموصل استنكارا عالميا وتخوفا على مواقع أثرية أخرى في محافظة نينوى ومركزها مدينة الموصل ولا سيما نمرود ومدينة الحضر.

وكانت المديرة العامة لمنظمة اليونيسكو ايرينا بوكوفا طالبت بعقد جلسة طارئة لمجلس الامن الدولي عقب نشر شريط تدمير آثار الموصل الا ان هذا الاجتماع لم يعقد بعد ولم يكترث احد من منظري الحقوق والحضارة بالعالم سواء في دول الغرب او الولايات المتحدة لهذه الجريمة غير الانسانية واثارها وعواقبها.

بدوره أكد وكيل وزير السياحة والاثار العراقى قيس حسين في حديث تلفزيوني أن تدمير تنظيم /داعش /الارهابى لمتحف مدينة الموصل العراقية يشكل موءامرة اسرائيلية اذ يقف كيان الاحتلال الاسرائيلى وراء تدمير ونهب كل المواقع الاثرية فى المدينة بما فيها متحفها.

وقال حسين إن “لإسرائيل يدا أولى في موضوع تخريب المواقع الاثرية وهناك تنقيب غير مشروع طال المواقع الاثرية في محافظة نينوى والمناطق التى يسيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي”.

فيما كشف رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يوم السبت الماضى عن قيام جهات ومؤسسات بالتعاون مع تنظيم داعش الإرهابيي بتهريب الآثار العراقية في مناطق عراقية عدة.

اليونيسكو: تدمير مدينة نمرود الأثرية جريمة حرب

من جانبها أدانت منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم اليونيسكو تدمير مدينة نمرود الأثرية الآشورية في العراق من قبل إرهابيي تنظيم /داعش/ واصفة هذا العمل بأنه جريمة حرب.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المديرة العامة لليونسكو ايرينا بوكوفا قولها “لا يمكننا البقاء صامتين وأن التدمير المتعمد للتراث الثقافي يشكل جريمة حرب” داعية كل المسؤولين السياسيين والدينيين في المنطقة الى الوقوف في وجه هذه الهمجية الجديدة.

وأعلنت بوكوفا أنه تم رفع المسالة الى مجلس الامن الدولي والمدعية العامة في المحكمة الجنائية الدولية مطالبة مجمل الاسرة الدولية بتوحيد جهودها من اجل وقف هذه الكارثة.

وشددت بوكوفا على أن “التطهير الثقافي الجاري في العراق لا يوفر شيئا ولا أحدا فهو يستهدف الأرواح والاقليات ويترافق مع التدمير المنهجي للتراث البشري الذي يعود إلى آلاف السنين”.