دمشق-سانا
تحتفل سورية ودول العالم في يوم الـ18 من نيسان من كل عام بيوم التراث العالمي الذي حدده المجلس الدولي للمباني والمواقع الأثرية الايكوموس برعاية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو ومنظمة التراث العالمي.
ولسورية ستة مواقع مسجلة على لائحة التراث العالمي منذ عام 1979 وهي مدن دمشق وحلب وبصرى القديمة وموقع تدمر وقلعتا الحصن وصلاح الدين والقرى القديمة في شمال سورية.
وتعرضت مواقع التراث العالمي في سورية على مدى سنوات الحرب الإرهابية عليها لدمار كبير قابله صمت المنظمات الدولية والقائمين على التراث العالمي بحجة الإجراءات الغربية أحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري وبالمقابل عمل السوريون المخلصون مع مجموعة صغيرة من المؤسسات والمنظمات الدولية على حماية تراثهم وترميم مواقعه ضمن الإمكانيات فكانت أسواق حلب القديمة نموذجاً استثنائياً في هذا المجال.
ونظراً لأهمية مواقع التراث السوري وخطورة ما تتعرض له تم في دولة الإمارات العربية المتحدة تنظيم ملتقىً دولياً “بعنوان “استعادة التراث السوري وإحياء المجتمعات المحلية” بدعوة من الأمانة السورية للتنمية في الجناح السوري الذي كان مشاركاً بمعرض “إكسبو 2020 دبي” بحضور 65 خبيراً بالتراث الثقافي من 15 دولة عربية وأجنبية وممثلين لمنظمات دولية.
وتحدثت خلال الملتقى مديرة مواقع التراث العالمي في سورية المهندسة لينا قطيفان عن الدمار الشديد وواسع النطاق لأحياء مدينة حلب القديمة وآثار تدمر في حين تعرضت باقي مواقع التراث مثل قلعة الحصن لأضرار أقل.
في حين بين الخبراء المشاركون في الملتقى أن مساعدات اليونسكو والمساعدات الدولية الأخرى للتراث السوري توقفت لعقد من الزمن بسبب الحرب والإجراءات الاقتصادية الغربية أحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري غير أن هذه الإجراءات أعيد النظر فيها في تشرين الثاني الماضي للسماح بالحفاظ على مواقع التراث الثقافي وحمايتها.
المدير العام لصندوق الآغا خان للثقافة لوريس مونريال تحدث عما وصفه بالغياب المحبط للتعاون الدولي” في حماية المواقع التاريخية السورية”.
من جهته بين المعماري الإيطالي والمدير العام المساعد الأسبق لليونسكو فرانشسكو باندارين أن سورية التي تخلى عنها مجتمع التراث الدولي فعلياً يتوجب على برنامج التراث العالمي أن يتجاوز اعتبارات السياسة لاستعادة هذا البلد على خارطة الثقافة والتراث.
ولفت المختص بالتراث الإيطالي وخبير اليونسكو في مشروع الموصل بالعراق جيوفاني أنتونيلي إلى حاجة مواقع التراث السوري إلى خطة شاملة من قبل اليونسكو في حين نوهت الدكتورة أمرا هادزي مهامدوفيتش المختصة البارزة في مجال تعافي التراث البوسني بعد الحرب بالدور الذي يلعبه التراث في صون قيم المجتمع بعد الأزمات حيث يشكل استعادته جزءاً حيوياً من معالجة الصدمة.
ودعا خلال الملتقى 65 خبيراً إلى إطلاق عمليات ترميم وتأهيل مواقع التراث العالمي في سورية بأوابدها ومتاحفها ومناطقها العمرانية التاريخية وحفرياتها الأثرية ووضع خطة لتعافي هذا التراث.
يذكر أن ملتقى “استعادة التراث السوري وإحياء المجتمعات المحلية” ضم خبراء وخبيرات في التراث الثقافي من منظمة اليونيسكو والمنظمات الدولية من فرنسا وألمانيا وهنغاريا وإيطاليا وأستراليا وإسبانيا ولبنان واليابان وبولندا وروسيا والبوسنة وأفغانستان والجزائر وعمان إضافة إلى سورية وممثلين من منظمات التراث الإقليمية الدولية والعربية.
والمواقع المرشحة لبرنامج التراث العالمي يجب أن تكون ذات قيمة عالمية استثنائية وتستوفى معياراً واحداً من أصل عشرة منها أن تمثل تحفة عبقرية خلاقة من صنع الإنسان وتعكس إحدى القيم الإنسانية وأن تكون مثالاً بارزاً على نوعية البناء أو المعمار أو على مرحلة مهمة في تاريخ البشرية وتعكس ممارسات الإنسان التقليدية وترتبط بأحداث عايشها أو معتقدات أو تقاليد تخصه أو من الأعمال الفنية والأدبية ذات الأهمية.
رشا محفوض