عادات رمضانية متوارثة في حمص تضفي على طقوسه الألفة والمحبة

حمص-سانا

شهر رمضان طبع في ذاكرة الكثيرين عبر الزمن بطقوسه الاجتماعية التي تبعث على الفرح والألفة هكذا تصف أم سميح 60 عاماً من حي الدبلان بمدينة حمص شهر رمضان وأجواءه مشيرة إلى التحضيرات اليومية واجتماع أفراد العائلة حول مائدة الإفطار أو السحور ليكتمل معنى الشهر الكريم بالعبادة والمودة.

أهالي حمص مدينة وريفاً يستذكرون أهم ميزات هذا الشهر الكريم معتبرين أنه فرصة لإعادة ترتيب الحياة والحفاظ على أواصر المحبة والألفة بين الأقارب والأصدقاء.

رئيس الجمعية التاريخية السورية في حمص الدكتور عبد الرحمن البيطار يقول في تصريح لـ سانا إن الدول الإسلامية عامة وسورية خاصة تحيي طقوساً متشابهة في رمضان من حيث استقبال الشهر الفضيل وترقب حلوله والاستعداد له لافتاً إلى العادات المتوارثة القديمة التي تحمل القيم السامية كإقامة موائد رمضان في الساحات أمام المساجد أو حول الجدار الخارجي لها على نفقة أهل الخير وحرص الوجهاء والميسورين على تواجد التمر في المساجد القريبة وجرار الماء الكبيرة على حائط المساجد وتطييبها بماء الزهر.

وأوضح البيطار أن صورة بائع شراب العرقسوس في حمص لا تزال عنصراً أساسياً بين مكونات صورة شهر رمضان التي حفظها وتناقلها أهالي حمص كموروث عريق إضافة إلى بائع العوامة التي تسمى في حمص بالفواشات أو المشبك فيما لا تزال تنعم الأسواق ببسطات خبز المعروك ومختلف أصناف الحلويات.

ويستذكر البيطار الحكواتي الذي لم يكن يخلو مقهى من حضوره ليروي السير الشعبية حيث تميزت السهرات الرمضانية الحمصية بإنشاد المدائح والقصائد الدينية والمواويل والأهازيج والقدود وللمسحراتي بطبلته وعصاه وصوته صورة لا تغيب عن أذهان الكثيرين وفق تعبيره.

لا تختلف أجواء رمضان في حمص المدينة كثيراً عن نظيراتها في الريف ففي قرية كفرلاها بريف حمص الشمالي يعتبر أهلها رمضان شهراً تتشابه فيه طقوس الناس ويعيشون أجواء مشتركة تعزز قيم التعاون والقربة حيث يقول عبد السلام المصطفى مدير ابتدائية القرية في رمضان تصفو نفوس الناس فيبادر اصحاب الخير لمساعدة العائلات المحتاجة.

ويصف تيسير البراك أجواء رمضان في القرية بالمميزة حيث يتابع أهلها أشغالهم المعتادة وبعدها يتجهون إلى منازلهم لأخذ قسط من الراحة قبيل الإفطار وتكاد لا تخلو مائدة الافطار من بعض المقربين او الجيران.

ومن قرية الشرقلية غرب حمص يتحدث  الشاعر شلاش الضاهر عن عادات رمضان فيقول:  يغتنم أهالي القرية طقوس رمضان للم الشمل وتبادل الدعوات على الافطار وهذا ما يسمى تفطيرة بينما تعبر السيدة فراز المصطفى من أهالي القرية عن سعادتها الكبيرة حينما تعد الطعام ويجتمع أفراد أسرتها حول المائدة.

حنان سويد وتمام الحسن

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

عادات رمضانية تتجدد كل عام بمدينة القامشلي

الحسكة-سانا يستقبل أهالي مدينة القامشلي بمحافظة الحسكة شهر رمضان المبارك بطقوس وعادات