الأديب المصري صلاح معاطي: سورية وطن الإبداع وتحفل بالأدب والفن والفكر الحقيقي

دمشق-سانا

من بين كتاب الرواية العرب المعاصرين يطل اسم الأديب المصري صلاح معاطي بما قدمه من نتاج ثر في الخيال العالمي والروايات التاريخية والاجتماعية وما ناله من جوائز عديدة عبر أكثر من خمسة وثلاثين عاماً.

ويؤمن معاطي بأن الرواية هي أدب الحياة الذي يعتمد على التفاصيل ورسم الشخصيات والبناء الدرامي المحكم واللغة السردية الرشيقة وعناصر التشويق المختلفة حتى يجعل من روايته حية بأحداثها وشخوصها وتصاعدها الدرامي بداية من الحبكة إلى الصراع فالذروة وصولا إلى النهاية التي يجب أن تتناسب مع الأحداث.

ويقول معاطي في حديث لـ سانا الثقافية: “على الكاتب أن يبحث عن الخط الذي تبدأ به الرواية من السطور الأولى أو كما قال لي أستاذي الكاتب الكبير يحيى حقي إن هناك العديد من الخيوط ولكن هناك خط وحيد عليك أن تمسك به من البداية حتى يصل بك إلى النهاية”.

وينشغل معاطي عند الشروع في كتابة الرواية بالعاطفة التي يسعى لأن تكون موجودة في الشخصيات والأحداث والأماكن وفي مفاصل الرواية بما تحتويه من قصص حب مثيرة تحقق عناصر التشويق في العمل.

ويتبع معاطي المنهج الواقعي في الكتابة سواء انتمى العمل للسرد التاريخي أو الخيال العلمي أو الرواية الاجتماعية لأنه يجد أن الواقعية هي التي تحقق الصدق وتجعل القارئ يقتنع بسير الأحداث وبالشخصيات التي تدور حولها.

ويضيف حول هذه النقطة: “عندما أكتب عن صورة خيالية أسعى لأن تكون أقرب إلى الواقع مع توفير الأدلة والبراهين التي تجعل تحقيق هذه الأحداث ممكنة كما في روايات السلمانية وعطر الصندل وآدم بوب”.

معاطي الذي أصدر نحو خمسين كتابا في الرواية والقصة والمسرح يرى أنه لا يوجد جنس أدبي أهم من غيره لذلك على الكاتب أن يهتم بكل مجالات الإبداع حتى فنون الصورة كالسينما والدراما لأنها سوف تعينه على الوصف والتعبير.

ورغم ذلك يميل إلى وصف نفسه بالروائي لأنه ينظر إلى عالم الرواية كأمر خاص ورائع ويستطيع الكاتب أن يقول فيه ما يشاء.

وحول اتجاه بعض الشعراء لكتابة الرواية يرى معاطي أن هذا التوجه حالة صحية جداً ويرحب من أجل ذلك بكل رواية جديدة ويعتبرها إثراء للحركة الأدبية مع الالتزام بمقومات كتابة الرواية فلا تكون الرواية حافلة بالأخطاء اللغوية أو هناك خلل في بنائها الدرامي أو ازدواجية في رسم الشخصيات.

ورغم تراجع حركة الترجمة عن الأدب العالمي يعتبر معاطي أن أدبنا العربي عموماً  يواكب نظيره في بقاع الأرض ولا يقل عنه في شيء مع الحاجة لنقل أعمالنا للغات الآخرين ووضعها على المنصات العالمية ما يسهم برأيه في ازدياد أعداد الكتاب العرب المرشحين للجوائز العالمية.

وينظر الأديب المصري معاطي إلى سورية بوصفها وطنه الثاني ويقول: “هناك أصدقاء وكتاب سوريون كان لهم دور حقيقي في تطور الرواية العربية والشعر والمسرح منهم يحيى حقي وطالب عمران وسليم بركات وزكريا تامر ونزار قباني وحنا مينا ومحمد الماغوط وسعد الله ونوس وهم أصدقائي ناقشتهم وكتبت عنهم وعشت مع إبداعهم حيث أدركت أن سورية حافلة بالأدب والفن والفكر والإبداع الحقيقي”.

ولأجل ذلك ينشر معاطي بعض أعماله في مؤسسات ودور نشر سورية من سلسلة الخيال العلمي الصادرة عن الهيئة العامة السورية للكتاب ودار عقل للنشر والدراسات والترجمة لأنه يؤمن بأن سورية وطن بالابداع ويحتفي به ولديه مؤسسات تقوم بالترويج للكتاب وهذه ميزة قد لا تتوافر في الكثير من دور النشر.

وحول التعاون مع الأديب معاطي ذكرت الأديبة المترجمة عبير عقل مديرة دار عقل أن التعاون مع هذا المؤلف لإيمانه بقضايانا الكبرى ورصده لواقعنا إضافة إلى كونه اسماً كبيراً في عالم الرواية اليوم.

محمد خالد الخضر

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

رواية خان المسرات.. عندما توحدت سورية ومصر لدحر المغول

دمشق-سانا تعود رواية خان المسرات للأديب صلاح معاطي إلى الزمن الغابر مستمدة مادتها من التاريخ …