في الذكرى السنوية الأولى لرحيله صدور مجموعة (مراثي الروح) للشاعر مروان الخاطر

دمشق-سانا

(مراثي الروح) المجموعة الشعرية الجديدة والأخيرة للشاعر مروان الخاطر والتي تتضمن ما حمله الشاعر من هموم من أجل الأمة العربية واحتلال العراق والمؤامرات على سورية بأسلوب وجداني وقوي البنية .

الخاطر الذي تمر هذه الأيام ذكرى رحيله الأولى حملت مسيرته الشعرية كثيراً من التحديات والآلام والأوجاع مخالفاً كثيراً من أبناء جيله الذين انشغلوا في أدلجة الشعر ودخوله بالنمطية لتجيء نصوصه في هذه المجموعة مبنية بشكل فني توافقت فيه العاطفة والموسيقا والحدث والتوازن الموضوعي فقال في قصيدة (وأنا الذي أرثيك)..

“وأنا الذي أرثيك
أم أنت الذي ترثي معي
خمسين من زمن الرداءة في الزمان المفجع
أثقلت وزري يا صفي الروح
دع للروح بعض صفائها
فلعل قبل الموت يجلون الصفاء”.

وفي قصيدته (تساؤلات بين يدي العام الجديد) يعالج الشاعر ما طال الأمة من آلام جراء الغدر والخيانة وسعي بعض الأنظمة العربية للتآمر ضد الأشقاء مسايرة لمخططات الأعداء.

ويعبر الشاعر الراحل في قصيدة (بكائيات) بأسلوب رمزي عن استهجانه لانحناء بعض الأشخاص أمام العواصف والمحن إذ يجب على المرء برأيه أن يظل قوياً لا ينكسر مشبها إياه بالنخيل مقدماً دلالات وكنايات فنية أضافت جمالاً لنصه الشعري فقال..

“لا أشتفي بالنخل إن تيبس السعف أو مسه الذبول
وأشتفي بالشيح إن أصابه اليباس
النخل غير الشيح من جرف في مدرب السيول”.

ويرسم الشاعر صورة الشهداء بأسلوب تشكيلي كونه من استعارات لفظية قدم من خلالها صورة حديثة لمن ضحى بحياته في سبيل أرضه ووطنه فيقول في قصيدة مرثية السفينة..

“سفينة أخشابها من الجماجم التي أصحابها ما استشهدوا إلا لكي نعبر للنهي”.

المجموعة التي تقع في 124 صفحة من القطع المتوسط صدرت عن دار الفكر المعاصر في دمشق واقتصرت على تصوير ما يدور في الواقع العربي من وجع إضافة إلى بعض المرثيات الحزينة للأحبة.

يذكر أن الكاتب من مواليد البوكمال 1943 عمل في سلك التعليم وفي الإعلام وكان عضواً في اتحادي الكتاب العرب والصحفيين وشغل مواقع ثقافية وإعلامية وشارك في كثير من لجان التحكيم وكرم مرات عدة ومن مؤلفاته في الشعر (الناي الجريح و نشيد الغربة و أصوات في سمع الزمن المقهور و أخاف عليك فابتعدي) إضافة إلى نشر أعماله الكاملة كما كتب برامج إذاعية ومسلسلات تلفزيونية وتوفي في الـ 5 من نيسان العام الماضي.

محمد خالد الخضر

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency