الشريط الإخباري

بعد غيابه 12 عاماً.. معرض (كان يا مكان.. شباك) يبصر النور- فيديو

دمشق-سانا

على بعد خطوات من الباب الشرقي في دمشق القديمة حين تطأ قدم المرء حارة المشربية سوف يشهد على ولادة ظاهرة فنية استثنائية أظهرت تناغماً مدهشاً بين الفن والمكان باعثة الحياة في بيوت دمشقية.

وبين خبايا حي طالع الفضة الموغل في القدم حاك 15 فناناً شاباً حكاياتهم بأعمال فنية حية فريدة وطرح غريب للواقع لمعرض فن التجهيز بالفراغ “كان يا مكان ..  شباك” الذي أطلقت فكرته الدكتورة بثينة علي أستاذة الرسم والتصوير في جامعة دمشق ورعته وزارة الثقافة وتبنته شركة سيريتل للاتصالات واحتضنه غاليري سامر قزح والأحياء المحيطة به.

واستطاع الفنانون أن يعبروا عن الواقع كما رأوه بخيالهم وطريقتهم وطابعهم المميز مستخدمين فن التجهيز بالفراغ وهو أسلوب حديث لمحاكاة خيال الجمهور وربط الواقع بالفراغ المجسد بكل تفاصيله من خلال أعمال فنية حية كانت الطيور فكرتها الأساسية والعامل المشترك فيها.

وجاء تبني العمل من شركة سيريتل كما أوضحت هيا الصفدي مديرة قسم الإعلام في الشركة خلال تصريح لـ سانا انطلاقاً من ضرورة دعم الأعمال الفنية التي تظهر مواهب الشباب السوري وتحتفي بجهودهم وللمساهمة في تسليط الضوء على مختلف أنواع الفنون بما فيها المعاصر مثل فن التجهيز في الفراغ وتعريف السوريين بهذا النمط الذي تبرعم حديثاً.

المشرفة على العمل الدكتورة بثينة علي تحدثت عن فكرتها بفن التجهيز في الفراغ التي تعمل عليها منذ عشرين عاماً وسعت لأن تنقلها للفنانين الشباب حتى يقدموا أعمالهم في هذا المجال للمرة الأولى لافتة إلى أنها سعت إلى أن تنفذ هذا المشروع في منطقة جسر السيد الرئيس قبل 12 عاماً ولكن الحرب الإرهابية على سورية عطلت حلمها لتضع مكوناته في مستودع صغير قبل أن يبعث حياً بفضل همة واندفاع فنانين شباب يشبهون سورية في قيامتها.

وحول التركيز على الحمامة في مكونات العمل بينت علي أنها استخدمتها لأن هذا الطائر يرمز لمدينة دمشق وللسلام والمحبة لتقدم من خلاله رسالة للعالم من شباب عاشوا آلام الحرب ويريدون أن تعود بلادهم واحة للحب والنقاء.

وساهم تضافر جهود الجهات المشتركة في تنفيذ العمل بأن يخرج على هذا النحو كما تؤكد علي مبينة أن اللوحة في فن التجهيز هي الفراغ ولا تقتصر على العمل الفني بل يشغل الصوت فيها مساحة ويساعد في خلق جو عام يوصل الفكرة للمتلقي حتى يتفاعل معه ويغوص بكل تفاصيله.

وخلاله اطلاعه على مكونات العمل عبر مدير مديرية الفنون الجميلة في وزارة الثقافة وسيم عبد الحميد عن إعجابه بالأفكار التي قدمها الفنانون الشباب ووجه الشكر للقائمين على الأعمال لإعطائهم الفرصة للتعبير عن أفكارهم بحرية ولفت إلى أهميته في الانطلاق نحو مستقبل جديد يغير النظرة السائدة لمفهوم الفنون ككل خارج إطارها المعتاد ويغني الحركة التشكيلية في سورية.

ومن المشاركين في العمل ذكرت جلنار صريخي خريجة كلية الفنون الجميلة قسم التصوير أنها استخدمت في مشروعها “عجز” المكان كعنصر أساسي أما الحمام فمثل واقعا يحيطه الخوف والألم والتعب.

وحمل مشروع دانا سلامة خريجة كلية الفنون الجميلة عنوان “من أنا” والذي تقوم فكرته على الاختلاف والتضاد في مكونات الحياة مستخدمة أشكالاً لطائري الحمام والغراب لإيصال فكرة أن الأفراد المختلفين بأفكارهم ينبذهم وسطهم المحيط.

وقدمت آلاء حبوس طالبة الماجستير في التصوير الزيتي مشروعها الذي حمل عنوان “حلم” بتجهيز صوتي متقن مجسدة حمامة بيضاء تطير في السماء وتحمل السلام ولكنها تتحول إلى حطام في محاكاة للأثر السلبي لسنوات الحرب العشر في نفوسنا ولا سيما أصوات الرصاص والقذائف.

وشرحت ليلاس الملا طالبة في كلية الفنون الجميلة فكرة مشروعها الذي يجسد البيت على أنه ملجأ وأمان ولكن حين يبقى الإنسان رهيناً له لفترات طويلة سوف يقيد حركته وأحلامه.

أماني فروج

انظر ايضاً