الشريط الإخباري

الداينتكس..علم يقدم لنا فهما عميقا للقدرات الكامنة في العقل البشري

دمشق-سانا

“الداينتكس..نشوء علم” هو عنوان كتاب يبين كيفية عمل العقل البشري الذي يعتبره المؤلف رون هابرد الآلة الحاسبة المثلى التي يملكها كل إنسان ليكون الدماغ المثالي قادرا على الاستذكار الكامل للإدراكات الحسية كالبصر بالألوان والسمع بالنبرات والشم واللمس والأحاسيس العضوية.

والترجمة الحرفية للداينتكس هي “من خلال العقل أو من خلال الروح” وهو نظام من البديهيات المتناسقة التي تحل المشاكل المتعلقة بالسلوك الإنساني والأمراض السايكوسوماتيكية ويتضمن تقنية قابلة للتطبيق وأسلوبا مثبتا كليا لزيادة سلامة العقل عن طريق التخلص من الأحاسيس غير المرغوب فيها والمشاعر المزعجة.

ويتناول الداينتكس موضوع الكينونة أي الروح البشرية التي تحدت الزمن من أجل الوصول إلى الحرية الروحانية التامة علما أن الداينتكس ليس له علاقة بالشفاء الجسدي أو بعلاج الأمراض العقلية بل يتطلب المشاركة المخلصة من الأشخاص وعن طريق هذه المشاركة فقط يمكن تحقيق الفوائد والأهداف.

ويحكي الكتاب الصادر عن مطبوعات هابرد ووزعته دار الأوائل بدمشق عن كيفية اكتشاف الكاتب رون للعقل الانفعالي وكيف طور الطرق المناسبة للتخلص منه بعد رحلة استكشافية استمرت عقدين من الزمن وكيف طبق منهجا علميا من أجل فك ألغاز وحل مشاكل العقل البشري.

ويتضمن الكتاب الذي يقع في مائتي صفحة من القطع الكبير سبعة فصول تدور حول “الآلة الحاسبة المثالية وإنشاء علم العقل وديمونات العقل والشخصية الأساسية وكيف يعمل العقل ومصدر الشر والتقنية والتطبيق”..أملا في أن تكون قراءة هذا الكتاب هي الخطوة الأولى في الرحلة الاستكشافية الشخصية للقارئ.

ويلخص رون هابرد علم الداينتكس بأنه علم منظم للعقل مبني على بديهيات محددة  يكشف لنا عن وجود قوانين طبيعية يمكن من خلالها التأثير في السلوك والتنبوء به للفرد أو للمجتمع00كما يقدم الداينتكس تقنيات علاجية يمكن بواسطتها معالجة جميع أنواع الاضطرابات الذهنية غير العضوية والأمراض العضوية ما يؤدي إلى استقرار ذهني لدى المريض.

ولدى الداينتكس طريقة للإزاحة الزمنية تختلف في ماهيتها عن التنويم الدوائي والتنويم المغناطيسي ويمكن للمريض بواسطة هذه الطريقة أن يصل إلى أحداث كانت مخفية عنه حتى الآن مما يؤدي إلى محو الألم الجسدي والنفسي من حياته.

وتكمن أهمية الداينتكس في أنه يقدم لنا فهما عميقا للقدرات الكامنة في العقل ويكشف طبيعة الإنسان الأساسية وأهدافه ونواياه مع التأكيد على أنها طبيعة خيرة وليست شريرة…كما يعطينا القابلية على إدراك مقدار كبير من الأحداث اللازمة لإنتاج الانحراف الذهني لدى الشخص.

وبواسطة الداينتكس نكتشف طبيعة أحداث ماقبل الولادة بالإضافة إلى أثرها على الإنسان فيما بعد الولادة بشكل دقيق00ويوضح لنا مشكلة عدم الوعي ويبرهن بشكل قاطع أن حالة عدم الوعي التام هي شيء غير موجود إلا في حالة الوفاة.. كما يظهر الداينتكس أن كل الذكريات تسجل بالكامل والذكريات التي تسبب الانحراف الذهني تكمن فقط في فترات عدم الوعي والعكس صحيح.

ويفتح هذا العلم مجالات واسعة للبحث ويطرح العديد من المشاكل التي تحتاج إلى حل كما يطرح النظرية غير الجرثومية للأمراض مما يفسر سبب معظم أمراض الإنسانية ويقدم تفسيرا عمليا لمختلف التأثيرات الفيزيولوجية الناتجة عن العقاقير والهرمونات الصماوية ويقدم إيضاحات أكثر عمقا لمبادئ التنويم المغناطيسي.

ويخلص هابرد إلى القول إن الداينتكس يطرح ويدعم بالتجارب وجهة نظر جديدة عن الإنسان وسلوكه ويسعى إلى وجود نوع  جديد من الصحة الذهنية كما يشير إلى نهج جديد لإيجاد حلول للمشاكل التي تواجه الحكومات والمنظمات الاجتماعية والصناعات 00ويقدم بصيص أمل في أن الإنسان قد يستطيع الاستمرار في عملية تطوره إلى كائن أعلى  بعيدا عن الأخطار التي قد تتسبب في دماره.

ويشير الكاتب إلى موضوع السحر الأسود الذي بدأ على كوكب الأرض منذ التاريخ المصري القديم موضحا أن هذا السحر هو محاولة الإنسان لاستعباد أخيه الإنسان باسم الحرية .. وأن لدى هذا العلم كلمة السر لفكه 00ويقول بهذا الصدد.. “هناك في العلا تتلألأ النجوم وتحتنا في ترسانة الأسلحة تقبع القنبلة الذرية .. فأيهما سيكون المصير..”.

وخصص هابرد الثلث الأخير من الكتاب لشرح الكلمات والمصطلحات والعبارات الواردة في الكتاب مع رقم الصفحة التي يظهر فيها كل مصطلح لأول مرة.

ويندرج كتاب “الداينتكس نشوء علم” ضمن سلسلة كتب لرون هابرد حول الموضوع ذاته ينصح بالاطلاع عليها للإلمام بهذا العلم ككتاب “الداينتكس الأطروحة الأصلية..والداينتكس قدرة العقل على الجسد.. والبروسسينغ الذاتي” وكلها تفتح الطريق لمغامرة استكشاف العقل البشري وفتح الأبواب نحو مستقبل أفضل للإنسان.

سلوى صالح