الشهيد الحي المعلم ضياء شاش مثال للتضحية وقدوة لطلبة العلم

طرطوس-سانا

يكمل المعلم ضياء شاش رسالته في التعليم ونشر المعرفة بين طلابه في طرطوس وهو يمثل أمامهم اليوم مثالاً يحتذى وقدوة في التضحية بعد أن قدم جزءاً من جسده فداء للوطن خلال تأديته الخدمة الاحتياطية في صفوف الجيش العربي السوري.

المعلم ضياء 38 عاماً من قرية رأس الكتان يقول لمراسلة سانا في طرطوس “اخترت أن أدخل كلية التربية (معلم صف) في جامعة تشرين وتخرجت فيها عام 2007 ونلت درجة دبلوم تأهيل تربوي عام 2016 من جامعة طرطوس بمعدل ممتاز وأكمل تحصيلي العلمي لنيل الماجستير في مجال (دمج التكنولوجيا بالتعليم)”.

ويبين المعلم ضياء أنه في بداية عام 2017 التحق بصفوف الجيش لتأدية الخدمة الاحتياطية وخلال مهمة قتالية بالقرب من الحدود الإدارية لمحافظتي حمص وحماة تعرض لإصابة أدت إلى بتر اليد اليمنى وأذية في أصابع اليد الأخرى وضعف بالسمع وبعض الشظايا الأخرى.

ويضيف ضياء “بعد تسريحي من الخدمة الاحتياطية كنت مخيراً بين العمل الإداري والتدريسي.. اخترت التدريس لأنه شغفي الأساسي بالرغم من الصعوبات التي واجهتها في الكتابة على السبورة فكان التحدي كبيراً في المهنة وفي حياتي الأسرية معاً وبإرادة صلبة تابعت مهنتي وحياتي بشكل طبيعي مع زوجتي وولدي سليمان ومحمود”.

ويشير ضياء إلى أن رغبته في التنقل على دراجة نارية جعلته لا يعتمد على الطرف الصناعي الإلكتروني الذي قدمه مشفى حاميش بدمشق وفضل الطرف الميكانيكي وتعلم الكتابة باليد اليسرى ليتابع مهنة التدريس.

وليبدع في مجال أحبه وكرس سنوات من عمره في سبيل اتقانه توجه المعلم ضياء إلى مجال التكنولوجيا واستخدم أحدث وسائل وتقنيات التعليم الحديثة للتسهيل على طلابه بتلقي المعلومة فاستخدم الحاسوب الشخصي (اللابتوب) ووسائل تعليمية متنوعة منها الفيديوهات وكتابة الدرس على شكل شرائح بواسطة برنامج البوربوينت مع إرفاقها بالصور المناسبة وإسقاطها بوساطة جهاز الإسقاط وعندما لا تتوفر الكهرباء اعتمد على الخرائط والمجسمات وكان لذلك أثر واضح في ازدياد رغبة الطلاب بالدرس وشكلت حالة تفاعلية بينهم وكونت أرضية للنقاش وتطوير مهارات التفكير لديهم.

وينوه ضياء بالدعم الذي تلقاه من مشروع (جريح وطن) كغيره من رفاقه الجرحى وهو يتابع من خلال المشروع تحصيله العلمي لنيل درجة الماجستير باختصاص (دمج التكنولوجيا بالتعليم) من الجامعة الافتراضية واتبع دورة في المونتاج أقامها مكتب الجرحى في محافظة طرطوس لتطوير مهاراته وتوظيفها في العمل التربوي وفي مجال الإعلام الإلكتروني.

ويشير المعلم ضياء إلى أهمية الدعم النفسي الذي تلقاه من زوجته وولديه وذويه حيث تقوم زوجته بالدور الأكبر في رعاية الأولاد وتقديم الاهتمام مؤكداً أن ولديه يفخران به أمام الآخرين وخاصة أنه محفز أساسي لهم.. وأنا أكمل مسيرتي التعليمية رغم إصابتي.

ويدعو المعلم (الشهيد الحي) ضياء الجرحى الأبطال ألا يستسلموا لإصابة مهما كانت بليغة ويقول لهم “نحن الأقدر على صنع المستحيل بالإرادة والتصميم” مؤكداً أنه “قدم جزءاً من واجبه تجاه وطنه ولكنه لم ينته بعد.

بدورها زوجة المعلم ضياء هبة عبد الله عبرت عن فخرها كونه شريك حياتها وأباً لولديها اللذين يشعران بالاعتزاز به وبعطائه وإصراره على ممارسة مهنة التدريس ومتابعة تحصيله العلمي.

هيبه سليمان

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

تكريم 300 من أمهات الشهداء والجرحى والمعلمين بالسويداء

السويداء-سانا كرمت مؤسستا الشهيد والمثقال ومديرية التربية بالسويداء اليوم 300