مركز التوجيه المهني بجامعة دمشق.. تحسين جدوى سوق العمل

دمشق-سانا

يؤدي التوجيه المهني دورا رئيسيا في تحقيق أهداف التعلم مدى الحياة وتحسين جدوى ومردودية سوق العمل ومنظومة التدريب عبر تحقيق أكبر قدر ممكن من التوازن بين احتياجات السوق وتطلعات الأفراد الوظيفية مع العمل على توجيههم نحو الخيارات المهنية الصائبة وخلق آليات تواصل وتكيف تمكنهم من التأقلم مع التغييرات المهنية خلال مسيرتهم العملية وصولا للإدماج المهني المرجو.

فالتوجيه المهني بما يوفره من مشورة وتوعية للباحثين عن العمل بواقع المسارات التعليمية والاستعداد المبكر للحياة المهنية من ناحية ونظرا لارتباطه الوثيق بسوق العمل من ناحية أخرى يعد حلقة ربط مهمة في المواءمة بين متطلبات سوق العمل ومخرجات التعليم بما يضمن اتخاذ القرارات الصحيحة عند اختيار التخصصات المناسبة وهذا ما يحاول مركز التوجيه المهني بجامعة دمشق تحقيقه منذ تأسيسه في عام 2008 .

ويقدم المركز وفق مديره الدكتور عبد السلام زيدان جملة من الخدمات الإرشادية للطلاب على أبواب التخرج بهدف دعم طموحاتهم وتطلعاتهم المهنية وتأهيلهم لدخول سوق العمل عبر اكتشاف قدراتهم والتعرف على ميولهم واستعداداتهم ومهاراتهم واستثمارها للحصول على فرصة عمل تناسب طموحاتهم كما يوفر المركز فرصا قيمة للقاء ممثلين من قطاعات العمل المتنوعة وجها لوجه مع الطلبة.

فالمركز كما يرى الدكتور زيدان في حديثه لـ “سانا” يساعد الطالب على اختيار مجال العمل الأكثر قربا من تخصصه الدراسي من خلال تدريبه على كيفية إجراء مقابلة ناجحة للتقدم للوظيفة وكتابة سيرة ذاتية بالطريقة العلمية مع العمل على تنمية مهاراته الشخصية ومساره الوظيفي عبر توفير التدريب العملي ضمن الشركات أو دورات تدريبية.

ويؤكد زيدان أن المركز وجد للعمل مع الخريجين بغية إعطائهم فرص تواصل وبحث في سوق العمل لكنه ليس جهة توظيف وإنما مركز إرشاد وتشبيك وإعطاء معلومات إلى جانب تركيزه على تنمية المهارات للطلاب المرشحين لسوق العمل وبالذات طلاب السنوات الأخيرة.

ويضيف زيدان.. إن الديناميكية في السوق أعلى بكثير منها في المؤسسات التعليمية وهنا يأتي دور المركز في تغطية الفجوة المتغيرة بين المناهج الأكاديمية والمؤهلات المطلوبة لسوق العمل حيث أن تغيرات سوق العمل أسرع من تغيرات القطاع الأكاديمي والخطط الدراسية توضع لاستراتيجيات بعيدة المدى لا يمكن تغييرها بشكل دوري مشيرا إلى ضرورة أن تدخل الجامعة مفاهيم سوق العمل بشكل سريع مع الحفاظ على دورها في تنمية المجتمع.

وفيما يخص الكادر التدريبي قال زيدان.. إن الكادر الأساسي محلي بامتياز ومتطوعون من مراكز تدريب حكومية وخاصة وجمعيات أهلية لديه خبرات مميزة في التأهيل والتدريب مشيرا إلى أن العديد من المدربين ذوي الخبرة والشهرة في قطاع الأعمال السوري بدؤوا نشاطهم التدريبي في المركز.

وعن المشروعات التي ينفذها المركز يبين الدكتور زيدان أن هناك مشروعا لتطوير أداة للإرشاد الاكاديمي لطلاب المرحلة الثانوية ضمن اطار برنامج “تمبوس” مع عدة جامعات شريكة وذلك من خلال إطلاق موقع اقليمي يجري اختبارات ميول لتحديد المسار الدراسي في الجامعة مؤكدا جاهزية جامعة دمشق لإطلاقه ريثما تستكمل الجامعات الشريكة إجراءاتها.

كذلك هناك مشروع مستقبلي آخر يعتبره زيدان مهما واستراتيجيا في القطاع الاجتماعي وهو إحداث “مركز التأهيل الأخضر” بالتعاون مع المبادرة الخضراء في سورية بغية تأهيل وتدريب مهندسين على المعايير الخضراء عبر دورات تدريب مجانية تمتد من 6 أشهر إلى عام حيث يمنح المتدرب شهادة “لييد” المعتمدة من هيئة المناخ الدولية مؤكدا أهمية المشروع وخاصة في مرحلة إعادة الاعمار.

وافتتحت جامعة دمشق مركز التوجيه المهني بالمدينة الجامعية بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بدمشق في أيار 2009 وذلك في إطار الجهود التي تبذلها لتسهيل اندماج خريجيها في سوق العمل.